المصريين في سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة1. وبقية الآبار لا ماء فيها إلا بئر لأبي بكر الحصار، وهي تلي آبار العسيلة.

ذكر الآبار التي بأسفل مكة في جهة التنعيم:

فيما بين باب مكة المعروفة بباب الشبيكة والتنعيم ثلاث وعشرون بئرا بجادة الطريق.

منها: بئر الملك المنصور صاحب اليمن عند سبيله، وتعرف بالزاكية، وقد ذكرنا هذه الآبار في أول هذا الكتاب أوضح من هذا. ومنها: الآبار المعروفة بآبار الزاهر الكبير، وبعض هذه الآبار من عمارة المقتدر العباسي، وبقرب الشبيكة آبار أخر يقال لها: الزاهر الصغير، وهي ثلاثة آبار منها واحدة لا ماء فيها ولها قرنان، في أحدهما حجر مكتوب فيه تاريخ عمارتها. وبقرب هذه الآبار بئر ببطن ذي طول على مقتضى ما ذكره الأزرقي في تعريف ذي طول2. وبأسفل مكة أيضا: بئر يقال لها. الطنبداوية3.

وبأسفل مكة مما يلي بابها المعروف بباب الماجن عدة آبار، منها بئر بقربه من خارجه، وبئر بالشعب الذي يقال له: "خم" بخاء معجمة4.

ذكر عيون مكة المشرفة:

روينا بالسند المتقدم إلى الأزرقي قال في العيون التي أجريت في الحرم: كان معاوية رضي لله عنه قد أجرى في الحرم عيونا، واتخذ له أخيافا، وكانت حوائط وفيها النخل والزرع، وسردها الأزرقي5، وذكرنا كلامه في أصل هذا الكتاب. قال: وقد كانت عيون معاوية رضي الله عنه تلك قد انقطعت وذهبت، فأمر أمير المؤمنين الرشيد بعيون، فعملت وأحييت وصرفت في عين واحدة، ثم قال: ثم كان الناس بعد تقطع هذه العيون في شدة الحاجة إلى الماء، وكان أهل مكة والحجاج يلقون في ذلك المشقة حتى أن الراوية لتبلغ في الموسم عشرة دراهم، وأقل وأكثر، فبلغ ذلك أم جعفر بنت أبي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015