وفي جهة الشبيكة بالمسفلة عدة ربط: منها: الرباط الذي يقال له: رباط أبي رقيبة، لسكناه به ويقال له رباط العفيف والعفيف المشار إليه: هو الأرسوفي صاحب المدرسة التي بقربه، وقفه عن نفسه وعن موكل شريكه فيه القاضي الفاضل عبد الرحيم بن عل البيساني1 سنة إحدى وتسعين وخمسمائة، على ما في الحجر الذي على بابه، وفيه أنه وقف على الفقراء والمساكين العرب والعجم، الرجال دون النساء، القادمين إلى مكة والمجاورين، على أن لا يزيد الساكن في السكنى على ثلاث سنين إلا أن تقطع أقدامه، وسكناه في السفر إلى مسافة القصر.

ومنها: رباط به بقربه يعرف برباط الطويل، بنى في عشر السبعين وسبعمائة فما أحسب.

ومنها: رباط الجهة، وهي الآدر الكريمة جهة الطواشي فرحات زوج الملك الأشرف إسماعيل بن لفضل صاحب اليمن وأم أولاده ضاعف الله أجرها وأعلى قدرتها، ويقال له: رباط الشيخ على البغدادي لتوليته لأمره وعمارته، وتاريخ وقفه سنة ست وثمانمائة، وهو وقف على الفقراء الآفاقين المجردين عن النساء المستحقين للسكنى2.

ومنها: رباطان قرب الموضع الذي يقال له الدريبة: أحدهما يعرف برباط ابن السوداء لسكناه به، وعلى بابه حجر مكتوب فيه: أن أم خليل خديجة، وأم عيسى مريم: ابنتي القائد أبي ثامر المبارك بن عبد الله القاسمي وقفتاه على الصوفيات المتدينات الخاليات من الأزواج، الشافعيات المذهب، في العشر الأول من شهر ربيع الأول سنة تسعية وخمسمائة3، ويقال له أيضا: رباط الهريش بتشديد الراء المهملة.

والآخر: يعرف بابن غنايم، وعلى بابه حجر مكتوب فيه ما معناه: وقفه السلطان الملك العادل ملك الجبال والثغور والهند محمد بن أبي على، على الصوفية الرجال العرب والعجم، على أن يكون عدد الساكنين فيه عشرة لا غير سواء كانوا مجاورين أو مجتازين، وبعضهم مقيم وبعضهم مجتاز، وذلك سنة ستمائة4 ... انتهى.

فهذه الربط المعروفة الآن بمكة أجل الله ثواب واقفيها ومن أحسن النظر فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015