ويقال لهذا المسجد مسجد إبراهيم، وإبراهيم المنسوب إليه هذا المسجد هو الخليل عليه السلام كما هو مقتضى كلام الأزرقي في غير موضع1 وجزم به الرافعي والنووي، وأنكر ذلك القاضي عز الدين بن جماعة، قال: ليس لذلك أصل، وخطأ الشيخ جمال الدين الأستاذ الرافعي، والنووي فيما ذكراه من نسبة هذا المسجد للخليل عليه السلام وذكر أن ابن سراقة سبقهما إلى هذا الخطأ في كتابه "الأعداد"، وفيما ذكره الإسنوي وابن جماعة نظر، لمخالفته ما يقتضيه كلام الأزرقي، وهو عمدة في هذا الشأن، كيف وقد وافقه عليه غير واحد من كبار العلماء، منهم ابن المنذر فيما نقله عنه سليمان بن خليل، والله أعلم.
ولم يذكر الأزرقي الوقت الذي بني فيه هذا المسجد.
وذكر ابن عبد البر أنه بعد مصير الأمر لني هاشم بعشر سنين، هكذا نقله عن ابن عبد البر الشيخ خليل في توضيحه على مختصر ابن الحاجب، وبه فسر قوله: وإنما حدث بعد بني هاشم بعشر سنين، لأنه يوهم أنه حدث بعد انقراضهم، وعلى هذا فإن هذا المسجد بني في أوائل عشر الخمسين ومائة، والله أعلم2.