...
ذكر ما صنع في المسجد الحرام لمصلحته أو لنفع الناس به:
مما صنع في المسجد الحرام لمصلحته: قبة كبيرة بين زمزم وسقاية العباس رضي الله عنه لحفظ الأشياء الموقوفة لمصالح المسجد، وما فيها من الربعات والمصاحف الشريفة، منها: مصحف عثمان رضي الله عنه على ما يقال، وفيها ما يقتضي أنها عمرت في زمن الناصر العباسي، وكانت موجودة قبل ذلك على ما ذكر ابن عبد ربه في "العقد"1، وقد تقدم أنه توفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وذكرها ابن جبير في أخبار رحلته، وذكر أنها تنسب لليهودية2، ولم يبين سبب هذه التسمية والنسبة، وعمر بعضها في سنة إحدى وثمانمائة3.
ومن ذلك "المزولة" التي بصحن المسجد الحرام، وهي من عمل الوزير الجواد، واسمه مكتوب في اللوح النحاسي المعمول لمعرفة الوقت، وهو بأعلى هذه المزولة، يقال لها أيضا ميزان الشمس، وبينها وبين ركن الكعبة الشامي الذي يقال له العراقي: ثلاثة وأربعون ذراعا بذراع الحديد وثمن ذراع.
ومنها ظلة للمؤذنين في سطح المسجد، تظلهم من الشمس، ذكرها الأزرقي4، ولا أثر لها الآن.
ومنها: فسقية من رخام بين زمزم والركن والمقام، عملها "خالد القسري"5 في ولايته لمكة بأمر سليمان بن عبد الملك، وساق إليها ماء عذبا ضاهى به زمزم، وقيل: إنه عمل ذلك بأمر الوليد بن عبد الملك، ذكر هذا القول السهيلي6، والأول ذكره الأزرقي7.