«مِنْ سعادةِ ابنِ آدمَ: رضاه بما قضى الله، ومِنْ شقاوةِ ابنِ آدمَ: تَركُه استخارةَ الله، ومِنّ شقاوة ابن آدم: سَخَطُهُ بما قَضَى الله». أخرجه الترمذي.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً لأصحابه: «مَنْ يأخُذْ عَنِّي هؤلاء الكلمات فيعمل بِهِنَّ، أو يُعَلِّمَ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ؟ قال أبو هريرة، فقلتُ: أنا يا رسولَ الله، فأخذ بيدي وَعَدَّ خَمْسا وكان منها وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس». أخرجه الترمذي.
- حسن الظن بالله قرين التوكل ولا بد منه وهو واجب فعن أبو هريرة – رضي
الله عنه -: أَنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: (يقول الله تعالى: أَنا عند ظَنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني) وعن أنس أنه حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني ". رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.
وعن حبان أبي النضر قال: دخلت مع واثلة بن الأسقع على أبي الأسود الجرشي في مرضه الذي مات فيه فسلم علينا وجلس فأخذ أبو الأسود يمين واثلة بن الأسقع فمسح بها على عينيه ووجهه لبيعته رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقال واثلة: واحدة أسأله عنها. قال: وما هي؟ قال: كيف ظنك بربك؟ فقال أبو الأسود وأشار برأسه أي حسن. فقال واثلة: أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. " قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ". رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد ثقات.
- ينبغي التفويض لمن يعلم عواقب الأمور والرضا بما يقضيه عليك لما
ترجوه من حسن عاقبته وألا تقترح على ربك ولا تسأله ما ليس لك به علم فلعل مضرتك فيه وأنت لا تعلم فلا تختار على ربك بل اسأله حسن العاقبة فيما يختاره لك ولربما طمحت نفسك لسبب من الأسباب الدنيوية التي تظن أن بها إدراك بُغيتك فيعلم الله أنها تضرك وتصدك عما ينفعك فيحول الله بينك وبينها فتظل كادحاً للمقدور ولم تدر أن الله قد لطف بك وهو الحليم الغفور.
والمسلم إذا علم أن ما قدره الله كائن وأن كل ما ناله من خير أو شر إنما هو بقدر الله وقضاءه هانت عليه المصائب ولم يجد مرارة شماتة الأعداء وتشفي الحسدة. وقد جعل الله لكل شيء قدراً أي تقديراً وتوقيتاً أو مقداراً.
- من يتوكل على الله في دينه ودنياه بأن يعتمد على الله في جلب ما ينفعه ودفع
ما يضره ويثق به في تسهيل ذلك فهو حسبه وكافيه الأمر الذي توكل عليه به
ولكن ربما أن الحكمة الإلهية اقتضت تأخيره إلى الوقت المناسب له.
- من تمام التوكل على الله الصبر على الأذى في سبيله والعاقبة للمتقين.
- توكل العبد على الله هو أن يعتمد عليه وأن يثق في قدرته التامة على تدبير
الأمور كيف شاء ومتى شاء, وما وقع للأنبياء والأولياء من أنواع الابتلاء ليس هو من ضعف التوكل ولا يدل على نقصه عندهم بل التوكل عقيدة سابقة للمخوف يريدها الله من العبد ومن منافعها أن تكون عوناً له على تحمل ما يحذره ويخافه وما يقع بعد ذلك منه إنما هو ابتلاء وامتحان أو كفارة ورفع درجة تزيد الإيمان