التركي، بعض ما يستحقه من التقريع، على ما أحاط به ذلك الغادر من أمواج الحب والإعظام، التي أوهمته أن المسلمين سيصفقون لكل قرار يصدره ولو كان فيه تخريب الكيان الإسلامي بأسره:

تركته كالشبح المؤلّهِ أمة ... لم تسلُ بعد عبادة الأشباح

هم أطلقوا يده كقيصر فيهمو ... حتى تناول كل غير مباح

ويا لها وثبة عبقرية تلك التي تطل بشوقي على ما وراء مصرع الخلافة من فتوق، تفتح على العالم ما لا يمكن حصره من الآفات والكوارث، التي كانت الخلافة الناظمة لوحدة المسلمين هي الحاجز الواقي دونها، فبزوالها سيكون المسلمون فريسة لكل طامع، ونهبة لكل فتنة يثيرها الدجالون من المتقاتلين على تركة الخلافة:

مَن قائل للمسلمين مقالة ... لم يوحها غير النصيحة واحي

فَلَتَسمعُنّ بكل أرض داعياً ... يدعو إلى (الكذاب) أو لـ (سجاح)

وَلَتَشهدُنّ بكل أرض فتنة ... فيها يباع الدين بيع سماح

ويأبى القدر إلا أن تتحقق توقعات شوقي فتمتلئ دنيا المسلمين خلال نصف قرن بالعشرات من أمثال (مسيلمة) وصاحبته (سجاح) . . . ولا حول ولا قوة إلا بالله!. . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015