ووقف المثنى في جنده -بعد أن أجمع الفرس على يزدجرد واستعدوا للثأر- يتوقع الثورة به، فكاتب عمر بذلك، فلما وصل إليه الكتاب قال: "والله لأضربن ملوك العجم بملوك العرب"، وخرج المثنى بجنده كأمر عمر، فتفرقوا في تخوم العراق ونزلوا بذي قار، ولم يمهل القدر المثنى ليلقى سعدًا، وإن وجد ابن أبي وقاص وصية تركها له.
وقد جاء سعد من هوازن التي كان على صدقاتها في ألف فارس1، ويغلب على الظن أنهم كانوا من قيس عيلان، وعليهم بشر بن عبد الله الهلالي، وثلاثة آلاف من السراة واليمن، وكان أهل السراة سبعمائة، وكان أهل اليمن ألفين وثلاثمائة، منهم النخع بن عمرو في جمع من نسائهم وذراريهم يبلغ ألفًا وسبعمائة، فصل نصفهم إلى الشام2. وبينما سعد في طريقه أمده عمر بألفي يماني، وألقى نجدي من غطفان وسائر قيس، وذلك قبل أن يصل إلى زرود3، فصار جنده ثمانية آلاف إلا قليلًا.
وكان جيش المثنى عشرين ألفًا: ثمانية آلاف من ربيعة، منهم ستة آلاف من بكر بن وائل، وألفان من سائر ربيعة، وأربعة آلاف كثرتهم من حلفاء المثنى، والذين بقوا معه بعد أن فصل خالد، وأربعة آلاف كانوا معه من كتيبة أبي عبيد، وألفان من بجيلة، وألفان من طيئ4.
وقبل أن يصل سعد إلى شراف لحق به الأشعث بن قيس وطليحة بن خويلد وعمرو بن معديكرب، كل على رأس قبيلته في ألف وسبعمائة من أهل اليمن5.
وكان عمر قد كتب إلى أبي عبيدة في الشام بصرف أهل العراق كوصية أبي بكر، وهم ستة آلاف6. وهكذا يتم الجيش قبل القادسية وفي أثنائها ستة وثلاثين ألفًا أو نحوها.
وعندما استقر سعد وجنوده بعد الانتصارات الضخمة في المدائن، وبعد أن جاء فتح جلولاء وحلوان قدمت الوفود على عمر، فأحس بتغيير أبدانهم وألوانهم، وعرف أن