تمتد فحسب من النهروان والنخيلة حتى قبيل موقعة الزاب.
ولم يكن أكثر هؤلاء الشعراء " محترفين "؟ إن جاز لنا أن نستعمل هذه الكلمة؟ ولذلك لا نجد لهم دواوين شعرية، باستثناء اثنين هما عمران بن حطان والطرماح بن حكيم، وقد وصلنا ديوان الثاني منهما، ولم يصلنا من شعر الأول إلا القليل، وربما كان قطري بن الفجاءة مكثراً من الشعر، بحيث يجيء شعره في ديوان، ولكنا لا نعلم أحداً توفر على صنع ديوانه أو على روايته.
وعلى ما كانت تشهده العصور السالفة عن عصبية مذهبية وتطاحن عقائدي اهتم بعض الرواة برواية شعر الخوارج، ونال من تقديرهم نصيباً، وهو وإن اهتم بعض الرواة برواية الخوارج، ونال من تقديرهم نصيباً، وهو وإن يكن شعراً جاء عفو الخاطر في أكثر الأحوال، فانه كان يتميز بالصدق والإخلاص كما يتميز بالقوة وتلك الصفات قربته إلى نفوس الرواة وحببته إلى قلوبهم. هو شعر يمثل صورة كبيرة لناحيتين تشغلان النظرية النقدية في جميع الأزمان وهما: التلازم الكامل؟ أو شبه الكامل؟ بين الفن والعقيدة، والتلازم بين الشعر ونقد الحياة. ومن هاتين الناحيتين يبدو لي أن جمع الشعر الخارجي في نطاق، يحمل في ذاته مكافأة على ما يبذل في سبيله من جهد؛ وفي هاتين الحقيقتين سر قوة الشعر الخارجي وضعفه في آن، ومن خلال هذه الصورة القائمة في نطاق محدد يستطيع الدارس أن يرى صفحة ذات سمات فارقة في تاريخ الشعر العربي.
بيروت في 25 آب (اغسطس) 1963 إحسان عباس