9281 - وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بُشْرَانَ , أَنَا أَبُو عُمَرَ , وَعُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ , نَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ , نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , أَنَا شُعْبَةُ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسٍ , عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرٍ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلْأَنْصَارِ: " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً " قَالُوا: فَمَاذَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: " اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ " أَخْرَجَاهُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ. -[204]- قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30] فَأَخْبَرَ أَنَّ مَا يُصِيبُ النَّاسَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَةٍ عَلَيْهِمْ , فَإِنَّمَا سَبَبُهُ حَادِثٌ وَقَعَ مِنْهُمْ , إِمَّا تَرْكُ الشُّكْرِ , وَإِمَّا ارْتِكَابُ مَعْصِيَةٍ , وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْكَلَامُ خَارِجًا عَلَى الْأَغْلَبِ وَالْأَكْثَرِ , فَإِذَا كَانَ هَكَذَا فَلَا تَجْزَعُوا مِنَ الْمُصِيبَةِ إِذَا وَقَعَتْ , فَارْجِعُوا بِاللَّوْمِ عَلَى أَنْفُسِكُمْ , أَوْ تَحْفَظُوا مِنَ الْأَسْبَابِ الْمُؤَدِيَةِ إِلَى الْمَصَائِبِ الَّتِي يُمْكِنُ بِحُكْمِ الْعَادَةِ أَنْ تَدُومَ كَالصِّحَّةِ وَالثَّرْوَةِ وَالذِّكْرِ الْحَسَنِ , وَالْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ وَنَحْوِهَا ,. وَقَالَ: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا} [الحديد: 22] فَيَحْتَمِلُ وَاللهُ أَعْلَمُ: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ عَامَّةٍ , وَلَا خَاصَّةٍ إِلَّا وَقَدْ كَتَبَهَا اللهُ فِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُوقِعَهَا وَيُنْزِلَهَا فَقَدْ أَعْلَمَكُمْ ذَلِكَ وَيُنَبِّهُكُمْ , جَاءَتْكُمْ {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} [الحديد: 23] وَتَعَلَمُوا أَنَّ الْعَطِيَّةَ كَانَتْ مُقَدَّرَةً بِالْوَقْتِ الَّذِي جَاوَزَتْكُمْ فِيهِ , وَمَنْ أَعْطَى شَيْئًا إِلَى وَقْتٍ لَمْ يَنْبَغِ لَهُ إِذَا اسْتَرْجَعَ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ الْوَقْتِ أَنْ يَحْزَنَ , {وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ} [الحديد: 23] أَيْ: لَا تَأْثَرُوا وَتَبْطَرُوا بِهِ وَتَتَكَبَّرُوا عَلَى مَنْ لَمْ يُؤْتَ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ لِأَنَّهُ عَارِيَةٌ عِنْدَكُمْ وَلَيْسَتْ بِمِلْكٍ , فَإِنَّ حَقِيقَةَ الْمُلْكِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , وَلَيْسَ لِلْمُسْتَعِيرِ أَنْ يَتَبَذَّخَ بِالْعَارِيَةِ لِأَنَّهُ لَا يَأْمَنُ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ أَنْ يَسْتَرْجِعَهَا مِنْهُ صَاحِبُهَا , فَنَعِيمُ الدُّنْيَا كُلِّهَا هَكَذَا قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: " وَقَدْ وَرَدَ فِي هَذَا مَا "