شعب الايمان (صفحة 8831)

8279 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، أنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ، نا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى، نا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الشَّيْبَانِيُّ، ثنا مَندَلٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نِسْوَةٍ مَنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: " يَا نِسَاءَ الْأَنْصَارِ، اخْتَضِبْنَ عَمْسًا، وَاخْتَفِضْنَ وَلَا تَنْهَكْنَ، فَإِنَّهُ أَحْظَى لِإِنَاثِكُنَّ عِنْدَ أَزْوَاجِهِنَّ، وَإِيَّاكُنَّ وَكُفْرَ الْمُنَعَّمِينَ " مَندَلُ بْنُ عَلِيٍّ ضَعِيفٌ، قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: وَأَمَّا التَّعْلِيمُ وَالتَّأْدِيبُ فَوَقْتُهُنَّ أَنْ يَبْلُغَ الْمَوْلُودُ مِنَ السِّنِّ وَالْعَقْلِ مَبْلَغًا يَحْتَمِلُهَا، وَذَلِكَ يَتَفَرَّعُ، فَمِنْهَا أَنْ يُنَشِّئَهُ عَلَى أَخْلَاقِ صُلَحَاءِ الْمُسْلِمِينَ، وَيَصُونَهُ عَنْ مُخَالَطَةِ الْمُفْسِدِينَ، وَمِنْهَا: أَنْ يُعَلِّمَهُ الْقُرْآنَ وَلِسَانَ الْأَدَبِ وَيُسْمِعَهُ السُّنَنَ، وَأَقَاوِيلَ السَّلَفِ، وَيُعَلِّمَهُ مِنْ أَحْكَامِ الدِّينِ مَا لَا غِنَى بِهِ عَنْهُ، -[127]- وَمِنْهَا: أَنْ يُرْشِدَهُ مِنَ الْمَكَاسِبِ إِلَى مَا يُحْمَدُ وَيُرْجَى أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِ كِفَايَتَهُ، فَإِذَا بَلَغَ أَحَدُهُمْ حَدَّ الْعَقْلِ عُرِّفَ الْبَارِئَ جَلَّ جَلَالُهُ إِلَيْهِ بِالدَّلَائِلِ الَّتِي تُوصِلُهُ إِلَى مَعْرِفَتِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْمِعَهُ مِنْ مَقَالَاتِ الْمُلْحِدِينَ شَيْئًا، وَيَذْكُرُهُمْ لَهُ فِي الْجُمْلَةِ أَحْيَانًا، وَيُحَذِّرُهُ إِيَّاهُمْ، وَيُنَفِّرُهُ عَنْهُمْ، وَيُبَغِّضُهُمْ إِلَيْهِ مَا اسْتَطَاعَ، وَيَبْدَأُ مِنَ الدَّلَائِلِ بِالْأَقْرَبِ الْأَجْلَى، ثُمَّ مَا يَلِيهِ، وَكَذَلِكَ يَفْعَلُ بِالدَّلَائِلِ الدَّالَّةِ عَلَى نُبُوَّةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَدْيِهِ فِيهَا إِلَى الْأَقْرَبِ الْأَوْضَحِ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ وَبَسَطَ الْحَلِيمِيُّ الْكَلَامَ فِي كُلِّ فَصْلٍ مِنْ فُصُولِ هَذَا الْبَابِ، مَنْ أَرَادَ الْوُقُوفَ عَلَيْهِ رَجَعَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015