وَرُوِّينَا عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: اسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا، فَقَالَ: " مَا اسْتَخْلَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْتَخْلِفُ؟ " وَلَكِنْ إِنْ يُرِدِ اللهُ بِالنَّاسِ خَيْرًا جَمَعَهُمْ عَلَى خَيْرِهِمْ كَمَا جَمَعَهُمْ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ عَلَى خَيْرِهِمْ " وَفِي هَذَا دَلَالَةٌ عَلَى عَدَمِ النَّصِّ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِمَامِ بَعْدَهُ مَعَ عَدَمِ ظُهُورِهِ وَانْتِشَارِهِ، وَلَوْ كَانَ مَوْجُودًا لَانْتَشَرَ وَظَهَرَ كَالْقِبْلَةِ، وَإِهْدَاءِ الصَّلَاةِ، وَغَيْرُهُمَا مِمَّا تَعُمُّ بِهِ الْبَلَوِي وَيَجِبُ عَلَى الْأَعْيَانِ، وَحِينَ لَمْ يَكُنْ نَصٌّ اسْتَدَلُّوا بِأَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ بِالصَّلَاةِ بِالْمُسْلِمِينَ فِي مَرَضِهِ عَلَى إِمَامَتِهِ، مَعَ مَا عَرَفُوا مِنْ آلَتِهِ وَكِفَايَتِهِ وَاسْتِجْمَاعِهِ شَرَائِطَ الْإِمَامَةِ "