فَقَالَ مُعَاذٌ: لَمَّا تَلَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ} [الكهف: 110]، الْآيَةَ، قَالَ: فَشَقَّ عَلَى الْقَوْمِ ذَلِكَ وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفَلَا أُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ؟ " فَقَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَرَّجَ اللهُ عَنْكَ الْهَمَّ وَالْأَذَى. قَالَ: " هِيَ مِثْلُ الْآيَةِ الَّتِي فِي الرُّومِ: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رَبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللهِ} [الروم: 39]، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ عَمِلَ رِيَاءً لَمْ يُكْتَبْ لَهُ وَلَا عَلَيْهِ ". قَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: وَهَذَا إِنْ صَحَّ يَشْهَدُ لِمَا اخْتَارَهُ الْحَلِيمِيُّ مِنَ الْوَجْهِ الْآخَرِ، وَقَوْلُهُ فَقَدْ أَشْرَكَ يُرِيدُ وَاللهُ أَعْلَمُ فَقَدْ أَشْرَكَ فِي إِرَادَتِهِ بِعَمَلِهِ غَيْرَ اللهِ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " أَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ وَهُوَ لِلَّذِي أَشْرَكَ "