شعب الايمان (صفحة 6920)

6380 - حَدِيثُ أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَسَنُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْبَزَّازُ الصُّوفِيُّ، بِبَغْدَادَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي جَامِعِ الْمَنْصُورِ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْأَنْبَارِيِّ، نا أَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ الْبُرْجُلَانِيُّ، نا أَبُو النَّصْرِ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ مُحَدِّثٌ بِالْكُوفَةِ يُحَدِّثُنَا، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَدِيثِهِ تَفَرَّقُوا، وَيَبْقَى مَعَهُ فِيهِمْ رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَا يُسْمِعُ أَحَدًا يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِهِ، فَأَتَيْتُهُ فَفَقَدْتُهُ فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي: هَلْ تَعْرِفُونَ رَجُلًا كَانَ يُجَالِسُنَا كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ رَجُلٌ -[129]- مِنَ الْقَوْمِ: نَعَمْ، أَنَا أَعْرِفُهُ ذَاكَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ، قُلْتُ: أَتَعْرِفُ مَنْزِلَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَيْثُ حُجْرَتُهُ فَخَرَجَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا أَخِي مَا حَبَسَكَ ههُنَا؟ قَالَ: الْعَرَبِيُّ. قَالَ: وَكَانَ أَصْحَابُهُ يَسْخَرُونَ بِهِ وَيُؤْذُونَهُ. قَالَ: قُلْتُ: فَخُذْ هَذَا الثَّوْبَ - يَعْنِي الْبُرْدَ - فَالْبَسْهُ. قَالَ: لَا تَفْعَلْ فَإِنَّهُمْ إِذًا يُؤْذُونَنِي إِذَا رَأَوْهُ. قَالَ: فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى لَبِسَهُ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ، فَقَالُوا: مَنْ تَرَوْنَ خذعَ عَنْ بُرْدَةِ هَذَا؟ قَالَ: فَجَاءَ مَوْضِعَهُ، قَالَ: أَتَرَى؟ قَالَ: أَتَيْتُ الْمَجْلِسَ، فَقُلْتُ: مَاذَا تُرِيدُونَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ قَدْ آذَيْتُمُوهُ الرَّجُلُ يَعْرَى مَرَّةً وَيَكْتَسِي أُخْرَى، قَالَ: فَأَخَذَتْهُمْ بِلِسَانِي أَخْذًا شَدِيدًا، قَالَ: فَقَضَى أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَفَدُوا عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَوَفَدَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مِمَّنْ كَانَ يَسْخَرُ بِهِ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا هَاهُنَا أَحَدٌ مِنَ الْقَرَنِيِّينَ؟ قَالَ: فَجَاءَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ رَجُلًا يَأْتِيَكُمْ مِنَ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ لَا يَدَعُ بِالْيَمَنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ، وَقَدْ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَدَعَا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إِلَّا مِثْلَ مَوْضِعِ الدِّينَارِ أَوِ الدِّرْهَمِ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَأْمُرُوهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكُمْ "، قَالَ عُمَرُ: فَقَدِمَ عَلَيْنَا، قَالَ: فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: مِنَ الْيَمَنِ، قُلْتُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: أُوَيْسٌ، قُلْتُ: فَمَنْ تَرَكْتَ بِالْيَمَنِ؟ قَالَ: أُمًّا لِي، قَالَ: قُلْتُ: أَكَانَ بِكَ بَيَاضٌ فَدَعَوْتَ اللهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قُلْتُ: اسْتَغْفِرِ اللهَ لِي، قَالَ: أَوَ يَسْتَغْفِرُ مِثْلِي لِمِثْلِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: فَاسْتَغْفِرْ لِي، قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ أَخِي لَا تُفَارِقُنِي، قَالَ: فَإِنَّمَا لَيَسُرُّنِي فَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَيْكُمُ الْكُوفَةَ، قَالَ: فَجَعَلَ ذَلِكَ الَّذِي يَسْخَرُ بِهِ يَحْقِرُهُ، قَالَ: يَقُولُ: مَا هَذَا فِينَا وَلَا نَعْرِفُهُ قَالَ عُمَرُ: بَلَى، إِنَّهُ رَجُلٌ كَذَا، قَالَ: كَأَنَّهُ يَضَعُ شَأْنَهُ فِينَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ، قَالَ: لَا أَدْرَاكَ أَوْ لَا أَرَاكَ تُدْرِكُ، قَالَ: فَأَقْبَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، فَقَالَ لَهُ أُوَيْسٌ: مَا هَذِهِ بِعَادَتِكَ فَمَا بَدَا لَكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ فِيكَ كَذَا وَكَذَا فَاسْتَغْفِرْ لِي يَا أُوَيْسُ، قَالَ: لَا أَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلَ لِي عَلَيْكَ أَنْ لَا تَسْخَرَ بِي فِيمَا بَعْدُ، وَأَنْ لَا تَذْكُرَ مَا سَمِعْتَهُ مِنْ عُمَرَ إِلَى أَحَدٍ، قَالَ: فَاسْتَغْفَرَ لَهُ. قَالَ: أَبْشِرْ فَمَا لَبِثَ أَنْ فَشَا أَمْرُهُ بِالْكُوفَةِ. قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَخِي، أَلَا أَرَاكَ الْعَجِيبَ وَنَحْنُ لَا نَشْعُرُ، فَقَالَ: مَا كَانَ فِي هَذَا مَا أَتَبَلَّغُ بِهِ فِي النَّاسِ وَمَا يُجْزَى كُلُّ عَبْدٍ إِلَّا بِعَمَلِهِ ثُمَّ أَغْلَسَ مِنِّي فَذَهَبَ -[130]- رَوَاهُ فِي الصَّحِيحِ , عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ مُخْتَصَرًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015