431 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ الصَّائِغُ مَرْدَوَيْهِ قَالَ: دَخَلَ سُفْيَانُ -[25]- الثَّوْرِيُّ عَلَى رَابِعَةَ الْعَدَوِيَّةِ فَقَالَتْ لَهُ: يَا سُفْيَانُ، مَا تَعُدُّونَ السَّخَاءَ فِيكُمْ؟ قَالَ: أَمَّا عِنْدَ أَبْنَاءِ الدُّنْيَا فَالَّذِي يَجُودُ بِمَالِهِ، وَأَمَّا عِنْدَ أَبْنَاءِ الْآخِرَةِ فَهُوَ الَّذِي يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَقَالَتْ: يَا سُفْيَانُ أَخْطَأْتُمْ فِيهَا، فَقَالَ سُفْيَانُ: فَمَا السَّخَاءِ عِنْدَكِ رَحِمَكَ اللهُ؟ قَالَتْ:" أَنْ تَعْبُدُوهُ حُبًّا لَهُ لَا لِطَلَبِ جَزَاءٍ وَلَا مُكَافَأَةٍ، ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ:
[البحر المنسرح]
لَوْلَاكَ مَا طَابَتِ الْجِنَانُ ... وَلَا نَعِيمٌ لِجَنَّةِ الْخُلُدِ
قَوْمٌ أَرَادُوكَ لِلْجِنَانِ ... وَقَلْبِي سِوَاكَ لَمْ يُرِدِ"