شعب الايمان (صفحة 4887)

4442 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أنا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، نا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي حَلْقَةٍ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ وَفِيهَا شَيْخٌ، فَجَعَلَ يُحَدِّثُ حَدِيثًا حَسَنًا، فَلَمَّا قَالَ الْقَوْمُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا، ثُمَّ قَامَ قُلْتُ: وَاللهِ لَأَتْبَعَنَّهُ فَلَأَعْلَمَنَّ مَكَانَ بَيْتِهِ فَتَبِعْتُهُ، فَانْطَلَقَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ، ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَيْهِ فَأَذِنَ لِي، فَقَالَ: مَا حَاجَتُكَ يَا ابْنَ أَخِي؟ قُلْتُ لَهُ: إِنِّي سَمِعْتُ الْقَوْمَ يَقُولُونَ لَكَ: لَمَّا قُمْتَ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا فَأَعْجَبَنِي أَنْ أَكُونَ مَعَكَ، قَالَ: اللهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ، وَسَأُحَدِّثُكَ مِمَّ قَالُوا ذَلِكَ إِذْ أَنِّي بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ لِيَ: قُمْ فَأَخَذَ بِيَدِي، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ فَإِذَا أَنَا بِجَوَادٍ عَنْ شِمَالِي فَأَخَذْتُ لِآخُذَ فِيهَا فَقَالَ لِيَ: لَا تَأْخُذْ فِيهَا، فَإِنَّهَا طَرِيقُ أَصحَابِ الشِّمَالِ، وَإِذَا جَوَادٌ مِنْهُمْ عَلَى يَمِينِي فَقَالَ لِيَ: خُذْ هَذَا، قَالَ: فَأَتَى بِيَ -[431]- حَتَّى أَتَى بِيَ جَبَلًا فَقَالَ لِيَ: اصعَدْ، قَالَ: فَجَعَلْتُ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَصعَدَ خَرَرْتُ عَلَى اسْتِي حَتَّى فَعَلْتُ ذَلِكَ مِرَارًا، ثُمَّ انْطَلَقَ بِي حَتَّى أَتَى عَمُودًا رَأْسُهُ إِلَى السَّمَاءِ وَأَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ فِي أَعْلَاهُ حَلْقَةٌ فَقَالَ لِيَ: اصعَدْ هَذَا، قُلْتُ: كَيْفَ أَصعَدُ وَهَذَا رَأْسُهُ فِي السَّمَاءِ، قَالَ: فَأَخَذَ بِيَدِي فَرَحَلَ بِي، فَإِذَا أَنَا مُتَعَلِّقٌ بِالْحَلْقَةِ، قَالَ: ثُمَّ ضَرَبَ الْعَمُودَ فَخَرَّ، وَبَقِيَتُ مُتَعَلِّقًا بِالْحَلْقَةِ حَتَّى أَصبَحْتُ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَصصتُهَا عَلَيْهِ، فَقَالَ: " أَمَّا الطَّرِيقُ الَّذِي رَأَيْتَ عَنْ يَسَارِكَ فَهِيَ طَرِيقُ أَصحَابِ الشِّمَالِ، وَأَمَّا الطَّرِيقُ الَّذِي رَأَيْتَ عَنْ يَمِينُكَ فَهِيَ عُرْوَةُ الْإِسْلَامِ طَرِيقُ أَهْلِ الْيَمِينِ، وَأَمَّا الْجَبَلُ فَهُوَ مَنْزِلُ الشُّهَدَاءِ وَلَنْ تَنَالَهُ، وَأَمَّا الْعَمُودُ فَهُوَ عَمُودُ الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا الْعُرْوَةُ فَهِيَ عُرْوَةُ الْوُثْقَى الْإِسْلَامُ، فَلَنْ تَزَالَ مُسْتَمْسِكًا بالْإِسْلَامِ حَتَّى تَمُوتَ، ثُمَّ قَالَ: " أَتَدْرِي كَيْفَ خَلَقَ اللهُ الْخَلْقَ؟ " قُلْتُ: لَا. قَالَ: " خَلَقَ اللهُ آدَمَ، فَقَالَ: تَلِدُ فُلَانًا، وَتَلِدُ فُلَانَةً، وَيَلِدُ فُلَانٌ فُلَانًا، وَتَلِدُ فُلَانَةٌ فُلَانَةً أَجَلُهُ كَذَا، وَعَمَلُهُ كَذَا وَكَذَا، وَرِزْقُهُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصحِيحِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. " دُونَ مَا فِي آخِرِهِ مِنْ ذِكْرِ كَيْفِيَّةِ الْخَلْقِ وَالْأَشْبَهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ قَوْلِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ، وَقَدْ رَأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَصحَابُهُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي مَنَامِهِ مَا وَجَدَ تَصدِيقَ تَعْبِيرِهِ، وَقَدْ ذَكَرْتُ صدْرًا مِنْ ذَلِكَ فِي آخِرِ كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ وَفِي ذَلِكَ تَذْكِيرُ النِّعْمَةِ الَّتِي وَضَعَهَا اللهُ تَعَالَى فِي الْمَنَامِ "

طور بواسطة نورين ميديا © 2015