3789 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ جَعْفَرٍ الْبَصْرِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ -[510]- أَبَا الْقَاسِمِ بْنَ مَنِيعٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَدِّي أَحْمَدَ بْنَ مَنِيعٍ، يَقُولُ:: حَجَجْتُ سَنَةً مِنَ السِّنِينَ وَكُنْتُ عَدِيلَ أَبِي عُبَيْدٍ الْقَاسِمِ بْنِ سَلَامٍ فَلَمَّا ذَهَبْنَا إِلَى عَرَفَاتٍ وَضَعْتُ الرَّحْلَ عِنْدَ أَبِي عُبَيْدٍ، وَذَهَبْتُ إِلَى عُكَاظٍ أَغْتَسِلُ فِي تِلْكَ الْحِيَاضِ، وَكَانَ فِي وَسَطِي هُمْيَانُ فِيهِ جُمْلَةٌ مِنَ الدَّرَاهِمِ فَوَضَعْتُ هُمْيَانِي خَلْفَ الْحِجَارَةِ وَاغْتَسَلْتُ، وَذَهَبْتُ إِلَى أَبِي عُبَيْدٍ، وَنَسِيتُ الْهِمْيَانَ فَلَمْ أذْكُرْ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ اللَّيْلِ نَزَلْتُ فِي الْكنِيسَةِ فَغَدَوْتُ إِلَى عَرَفَاتٍ، فَلَمَّا بَلَغْتُ عَرَفَاتٍ رَأَيْتُ الْجِبَالَ والْأَرْضَ مَلْآنَ قُرُودًا كِبَارًا وَصِغَارًا يَمِينًا وَشِمَالًا يَقْعُدُونَ وَيَقْفِزُونَ فَتَحَيَّرْتُ وَهَمَمْتُ أَنْ أَرْجِعَ ثُمَّ تَلَوْتُ آيَاتٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ حَتَّى جُزْتُهُمْ فَلَمَّا ذَهَبْتُ إِلَى عُكَاظٍ وَجَدْتُ الْهِمْيَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي وَضَعْتُ فِيهِ ثُمَّ رَجَعْتُ فَرَأَيْتُ الْقِرَدَةَ بِعَرَفَاتٍ مِثْلَ ذَلِكَ، وَهُمْ يَقْفِزونَ كِبَارًا وَصِغَارًا مِنْهُمْ مِثْلُ الْبَقَرِ وَمِنْهُمْ مِثْلُ الظَّبْيِ وَمِنْهُمْ مِثْلُ الشَّاةِ فَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ وَتَعَوَّذْتُ حَتَّى رَجَعْتُ إِلَى أَبِي عُبَيْدٍ، فَقَالَ: " مَا صَنَعْتَ؟ "، فَأَخْبَرْتُهُ ثُمَّ ذَكَرْتُ لَهُ الْقُرُودَ الَّتِي رَأَيْتُهَا، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: " ذَلِكَ ذُنُوبُ بَنِي آدَمَ فَقَدْ وَضَعُوها عَنْ رِقَابِهِمْ "