رَوَاهُ عَنْهُ أَيْضًا ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ: كَانَ يَصُومُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَسْرِدُ الْأَيَّامَ لَا يَكَادُ يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ فَيَسْرِدُ الْأَيَّامَ لَا يَكَادُ يَصُومُ، قَالَ: وَكَانَ يَصُومُ مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ يَوْمَيْنِ لَا يَكَادُ يَدَعُهُمَا إِنْ كَانَ مِنْ صِيَامِهِ الَّذِي يَصُومُ وَإِنْ لَمْ يَكُونَا مِنْهُ، وَكَانَ أَكْثَرَ مَا يَصُومُ فِيهِ مِنَ الشُّهُورِ شَعْبَانُ، قَالَ: فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْتُكَ تَصُومُ يَوْمَيْنِ مِنْ كُلِّ جُمُعَةٍ إِنْ كَانَ مِنْ صِيَامِكَ وَإِنْ لَمْ يَكُونَا مِنْهُ؟، قَالَ: " أَيُّ يَوْمَيْنِ؟ "، فَقُلْتُ: الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، قَالَ: " ذَاكَ يَوْمَانِ يُعْرَضُ فِيهِمَا الْأَعْمَالُ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ "، قَالَ: قُلْتُ: رَأَيْتُكَ تَصُومُ فِي شَعْبَانَ مَا لَا تَصُومُ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ؟، قَالَ: " ذَاكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَفِيهِ تُرْفَعُ الْأَعْمَالُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ". أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الضُّبَعِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ السَّرِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبُو الْغُصْنِ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ مَوْلَى عُقَيْلٍ. فَذَكَرَهُ، وَرَوَاهُ أَيْضًا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ فِي ذِكْرِ شَعْبَانَ