قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّدُ أبو الْوَزِيرِ: وَصَّى ابْنُ الْمُبَارَكِ كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ فِي الْمَحْمَلِ، فَانْتَهَيْنَا إِلَى مَوْضِعٍ بِاللَّيْلِ، ثَمَّ خَوْفٌ، فقَالَ: فَنَزَلَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، وَرَكَبَ دَابَّتَهُ حَتَّى جَاوَزْنَا الْمَوْضِعَ فَانْتَهَيْنَا إِلَى نَهَرٍ، فَنَزَلَ عَنْ دَابَّتِهِ، وَأَخَذْتُ، أَنَا مِقْوَدَتُهُ، وَاضْطَجَعْتُ فَجَعَلَ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ نَادَانِي، فقَالَ: قُمْ فَتَوَضَّأْ، قَالَ: قُلْتُ، أَنَا عَلَى وُضُوءٍ، فَرَكِبَهُ الْحُزْنُ حَيْثُ عَلِمْتُ أَنَا بِقِيَامِهِ فَلَمْ يُكَلِّمْنِي حَتَّى انْتَصَفَ النَّهَارُ وَبَلَغَتُ الْمَنْزِلَ مَعَهُ "