فَصْلٌ قَالَ: " وَيَنْبَغِي لِطَالِبِ الْعِلْمِ أَنْ يَكُونَ تَعَلُّمُهُ وَلِلْعَالِمِ أَنْ يَكُونَ تَعْلِيمُهُ لِوَجْهِ اللهِ تَعَالَى جَدُّهُ لَا يُرِيدُ بِالتَّعَلُّمِ أَنْ يَكْسِبَ بِمَا تَعَلَّمَهُ مَالًا أَوْ يَزْدَادَ بِهِ فِي النَّاسِ جَاهًا، أَوْ عَلَى أَقْرَانِهِ اسْتِعْلَاءً أَوْ لِأَضْدَادِهِ إِقْمَاعًا، وَلَا يُرِيدُ الْعَالِمُ بِتَعْلِيمِهِ أَنْ يُكْثِرَ الْآخَرُونَ عَنْهُ، وَإِذَا أُحْصُوا وُجِدُوا أَكْثَرَ مِنَ الْآخِذِينَ عَنْ غَيْرِهِ، وَلَا أَنْ يَكُونَ عِلْمُهُ أَظْهَرَ فِي النَّاسِ مِنْ عِلْمِ غَيْرِهِ، وَيُرِيدُ الْعَالِمُ أَدَاءَ الْأَمَانَةِ بِنَشْرِ مَا حُصِّلَ عِنْدَهُ، وَإِحْيَاءُ مَعَالِمِ الدِّينِ وَصِيَانَتُهَا عَنْ أَنْ يَدْرُسَ كَمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ: "