قَالَتْ: وَكَانَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسْقَانِ مِنْ تَمْرٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي سَاعِدَةَ فَأَتَى السَّاعِدِيُّ يَتَقَاضَاهُ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقْضِيهِ فَأَعْطَاهُ تَمْرًا دُونَ فَرَدَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: أَتَرُدُّ عَلَى رَسُولِ اللهِ، قَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ أَحَقُّ بِالْعَدْلِ مِنْ رَسُولِ اللهِ؟، قَالَ: " صَدَقَ وَمَنْ أَحَقُّ بِالْعَدْلِ مِنِّي؟ " وَاكْتَحَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدُمُوعِهِ ثُمَّ قَالَ: " لَا قَدَّسَ اللهُ أَوْ كَيْفَ يُقَدِّسُ اللهُ أُمَّةً لَا يَأْخُذُ ضَعِيفُهَا حَقَّهُ مِنْ شَدِيدِهَا وَهُوَ غَيْرُ مُتَعْتَعٍ " ثُمَّ قَالَ: " يَا خَوْلَةُ، غَدِّيهِ وَادْهُنِيهِ وَاقْضِيهِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ غَرِيمٍ يَرْجِعُ مِنْ عِنْدِهِ غَرِيمُهُ رَاضِيًا إِلَّا صَلَّتْ عَلَيْهِ دَوَابُّ الْأَرْضِ وَنُونُ الْبِحَارِ، وَلَا غَرِيمٌ يَلْوِي غَرِيمَهُ وَهُوَ يَقْدِرُ إِلَّا كَتَبَ اللهُ عَلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ إِثْمًا "