شعب الايمان (صفحة 11137)

السَّادِسُ وَالسَّبْعُونَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ وَهُوَ بَابٌ فِي الْإِصْلَاحِ بَيْنَ النَّاسِ إِذَا مَرَجُوا وَفَسَدَتْ ذَاتُ بَيْنِهِمْ إِمَّا لِدَمٍ أُرِيقَ فِيهِمْ وَإِمَّا لِمَالٍ حَظِيرٍ أُصِيبَ لِبَعْضِهِمْ وَإِمَّا لِتَنَافُسٍ وَقَعَ بَيْنَهُمْ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَسْبَابِ الَّتِي تُفْسِدُ بَيْنَ الْإِخْوَةِ وَتَقْطَعُ الْمَوَدَّةَ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114] وَقَالَ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} [الحجرات: 10] أَيْ: بَيْنَ كُلِّ اثْنَيْنِ مِنْكُمْ، وَمِنْ قَرَابِينَ إِخْوَتِكُمْ فَالْمَعْنَى: بَيْنَ جَمَاعَتِهِمْ إِذَا فَسَدَ مَا بَيْنَهُمْ، وَقَالَ: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا، فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128] وَقَالَ تَعَالَى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35] وَأَبَاحَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَنْ تَحَمَّلَ حَمَالَةً فِي إِصْلَاحِ ذَاتِ بَيْنٍ أَنْ يَأْخُذَ مِنَ الصَّدَقَاتِ مَا يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى قَضَاءِ دِيْنِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فَقِيرًا، وَذَلِكَ رَاجِعٌ إِلَى التَّرْغِيبِ فِي الْإِصْلَاحِ وَتَخْفِيفِ الْأَمْرِ عَلَى الْقَائِمِينَ بِهِ لِيَكُونَ تَخْفِيفُهُ عَلَيْهِمْ مَبْعَثًا لَهُ عَلَى الدُّخُولِ فِيهِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015