السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل من منبره حتى رأيت المطر يتحادر عن لحيته - صلى الله عليه وسلم -، فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد، وبعد الغد، والذي يليه، حتى الجمعة الأخرى، وقام ذلك الأعرابي، أو قال غيره فقال: يا رسول اللَّه، تهدم البناء، وغرق المال، فادع اللَّه لنا، فرفع يديه فقال: ((اللَّهم حوالينا ولا علينا))، فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت، وصارت المدينة مثل الجوبة، وسال الوادي قناة شهراً، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدَّث بالجود)) (?).
ومن ذلك سؤال أبي هريرة - رضي الله عنه - للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو لأمه بالهداية إلى الإسلام، فدعا لها - صلى الله عليه وسلم -، فهداها اللَّه تعالى (?).
ومن ذلك أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كان يطلب من العباس عم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو لهم اللَّه - عز وجل - أن يغيثهم، فيغيثهم سبحانه (?).
ومن ذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر - رضي الله عنه -: ((يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرأ منه، إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على اللَّه لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)) (?).