فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي، إنّما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد اللَّه، ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه)) (?).
وهذا يقتضي أن جميع الخلق مفتقرون إلى اللَّه تعالى في جلب مصالحهم، ودفع مضارهم في أمور دينهم ودنياهم، وأن العباد لا يملكون لأنفسهم شيئاً من ذلك كله، وأن من لم يتفضل اللَّه عليه بالهدى والرزق، فإنه يحرمها في الدنيا، ومن لم يتفضل اللَّه عليه بمغفرة ذنوبه أوْبَقَتْه خطاياه في الآخرة (?).
العبد يسأل ربه كل شيء يحتاجه في أمر دينه ودنياه؛ لأن الخزائن كلها بيده - سبحانه وتعالى -، قال سبحانه: {وإنْ من شيءٍ إلا عندَنا خزائِنُهُ وما نُنَزِّلهُ إلا بقدَرٍ مَّعلومٍ} (?)، وهو سبحانه لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((اللَّهمَّ لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ)) (?)، أي لا ينفع