نطعنهم سلكى ومحلوجة كرك لأمين على نابل

"كنت أسمع منذ ثلاثين عامًا هذا البيت، فلم أجد أحدًا يعلمه حتى رأيت أعرابيًا بالبادية فسألته عنه ففسره لي".

وفي الأغاني يذكر أبو الفرج أن عبد الملك بن مروان لما دخل الكوفة بعد مقتل مصعب بن الزبير جليس لعرض أحياء القبائل، فلما أقبل عليه وفد جديلة التي تعد عدوان بطنًا منها سأل معبد بن خالد الجدلي عن ذي الاصبع العدواني فأجابه بحديث واف عنه وعن أشعاره فأعجب عبد الملك بإلمامه وعنايته بأخبار قومه، فزاد في عطائه".

وبجانب هاتين العنايتين لشرح الشعر اللتين لم تكونا مقصودتين لذاتهما نشأت حركة للشرح في أواخر العصر الأموي وأوائل العصر العباسي، وذلك حين بدأ عصر تسجيل الشعر على أيدي علماء تخصصوا في جمع الشعر وتدوينه، كانوا من رواد مدرستي البصرة والكوفة، يأتي على رأسهم في البصرة أبو عمرو بن العلاء المتوفي سنة 154 هـ، وأبو الخطاب الأخفش المتوفى سنة 177 هـ، وخلف الأحمر المتوفى سنة 180 هـ، ويونس بن حبيب المتوفى سنة 182 هـ. وعلى رأسهم في الكوفة حماد الرواية، المتوفى سنة 151 هـ، والمفضل الضبي المتوفى سنة 171 هـ.

وصحيح أن رواية الشعر وتدوينه كانت الغاية لدى هؤلاء العلماء، ولم يكن شرح الشعر من غايتهم، غير أن من المؤكد أن رواية الشعر قد ارتبطت بشرحه، ذلك لأن شرح الشعر كان جزءًا من الرواية مفسرًا ومكملًا. وهذا ما أكده الدكتور أحمد جمال العمري حين أشار إلى أن صلة الشعر برواته لم تنقطع، وكذلك صلة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015