نحوية عظيمة أسسها ابن خالويه سنة 370هـ، وابن جني سنة 392هـ وقد تأثر أبو العلاء بهذه المدرسة في البحث، وإن لم يلقَ أحدًا من أئمتها)) (?).
أما ابن خالويه فقد أحبه أبو العلاء ومدحه، وفي هذا يقول د. الطويل: ((نقد أبو العلاء سيبويه، ونقد لغته وشواهده وخالفه في بعض الآراء (...) هذا ولم نجد أبا العلاء مدح أحدًا من النحاة إلا ابن خالويه، فقد ذكره مرتين وتأسف عليه)) (?).
أما تأثره بابن جني فهو أمر واضح جلي، ويمكن أن نحصر هذا التأثر في النقاط التالية:
(أ) الاحتفاء بالقياس:
كان احتفاء ابن جني بالقياس عظيما، ((وكان مثل أستاذه يعنى بالقياس عناية شديدة، حتى ليمكن أن يقال إن كتابه الخصائص إنما هو مجموعة كبيرة من الأقيسة السديدة)) (?). وهو في خصائصه يحدثنا ((أن مسألة واحدة من القياس أنبل وأنبه من كتاب لغة عند عيون الناس)) (?). ويقول أيضًا في باب ((تعارض السماع والقياس)): ((إذا تعارضا نطقت بالمسموع على ما جاء عليه، ولم تقسه في غيره؛ وذلك نحو قول الله تعالى: چ ? ? ? چ، فهذا ليس بقياس؛ لكنه لا بد من قبوله؛ لأنك إنما تنطق بلغتهم، وتحتذي في جميع ذلك أمثلتهم. ثم إنك من بعد لا تقيس عليه غيره)) (?). ولا نستطيع أن نغفل أنه صاحب المقولة الشهيرة ((أن ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب)) (?).