(د) إلمامه بالروايات المختلفة للبيت:

قال في بيت أبي تمام:

لَقَد كانَ يَنسى عَهدَ ظَمياءَ بِاللِّوى ... وَلَكِن أَمَلَّتهُ عَلَيهِ الحَمائِمُ [بحر الطويل]

((قوله: (لقد كاد ينسى) هي الرواية الكثيرة)) (?).

وفي نهاية هذه الجزئية المتعلقة بمدى إلمام أبي العلاء بشعر أبي تمام، يحب على الباحث أن يسجل ملحوظة مهمة، وهي: إن المتأمل في الجزئية السابقة يستنتج أن أبا العلاء كان على وعي تام بأن هناك خصائص أسلوبية تفرد بها أبوتمام، ميزته عن غيره من الشعراء، وهذا ما دعت إليه وأقرته النظرية الأسلوبية Stylistics (?) ، وقريب من المقولة التي قالها الناقد الفرنسي جورج بيفون: ((إن الأسلوب هوالرجل)) بمعنى ((أن بصمته هي التي تميزه عن غيره من البشر في الحياة، وعن غيره من الكتاب والأدباء إذا كان من أهل الحرفة)) (?)، ونكاد نميز رائحة منهج إحصائي في كلام أبي العلاء (?)، وهوأحد المبادئ التي يعتمدها علم الأسلوب (?).

وغاية ما يرمي إليه الباحث هنا أن يقول: إن تراثنا به كثير من اللآلئ التي تحتاج من يزيح عنها ركام النسيان، ويقدمها للآخرين في ثوب قشيب.

(6) تلاميذه ومؤلفاته:

لا نتوقع أن يكون رجل بقامة أبي العلاء من العلم والفضل ولا يكون له من التلاميذ وطلاب العلم من يأخذون عنه هذا العلم وهذا الفضل، فقد كان صُوَّة من صوى العلم، وعلم من أعلام اللغة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015