ـ قال أبوالعلاء عند قول أبي تمام يمدح الحسن بن رجاء ويطلب منه فرسا:
وَمِثلُهُ ذو العُنُقِ السَّبطِ قَد ... أَمطَيتَهُ وَالكَفَلِ المَرمَريس [بحر السريع]
((يجوز رفع مثله على الابتداء، وخفضه على معنى رب)) (?).
والتوجيه الإعرابي لكلمة ((مثله)) يضعنا أمام المعنيين التاليين مع الأخذ في الاعتبار أن البيت السابق جاء في سياق مدح وطلب بعض العطايا:
أـ رفع ((مثله)) على الابتداء يجعل ((قد أمطيته)) خبرا جملة فعلية، يضعنا أمام جملة اسمية تفيد الثبوت والتحقق، والخبر الجملة الفعلية المؤكدة بـ ((قد)) يفيد التوكيد على تحقق معناه للمبتدإ، وفي هذا قمة المدح للممدوح.
ب ـ أما الجر فموجبه ((رب)) وهي للقليل، وإن كان كذلك فقد وصف الشاعر الممدوح بقلة العطاء.
ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:
ذَريني مِنكِ سافِحَةَ المَآقي ... وَمِن سَرَعانِ عَبرَتِكِ المُراقِ [بحر الوافر]
((.. ونصب ((سافِحَةَ المَآقي)) على وجهين: أحدهما أن يكون على النداء، والآخر أن يكون على الحال؛ لأن ((سافحة)) لا تتعرف بالإضافة إلى ما فيه الألف واللام، وكلا الوجهين: النداء والحال، يحتمل فيه ((المآقي)) أمرين: إن شئت كانت في تأويل الفاعل، كأنه قال: يا سافحة مآقيها، أوأراد: ذريني منك سافحة مآقيك، وإن شئت كانت في تأويل المفعول، كأن المخاطبة من النساء سفحتها؛ لأنه يجوز أن يقال: سفح الباكي ماءَ عينه، وسَفَحَ عينه على تقدير حذف المضاف)) (?).