د ـ يقدم أبو العلاء دائما في شرحه ما نسميه بالمعنى الحقيقي الذي ينطلق منه المعنى المجازي، ومن المعروف وجود علاقة جامعة بين المعنيين، ولابد ((أن يكون الانتقال إلى المجاز ذا قرينة دالة، وهذا لا ينازع أحد في قبوله)) (?). ولكن كل مجاز يبتعد عن الحقيقة بدون قرينة أو علاقة ((مجاز سقيم لا يعتد به)) (?).

والتأويل عن طريق المجاز الشاطح بدون التقيد بالقرائن أو العلائق المتصلة بالمعنى الحقيقي السليم مطية أصحاب الأهواء، وهو ((المركب الذلول لمن يدعون الاجتهاد الديني أو الابتكار الأدبي دون هدى منير)) (?).

****

ب ـ استغلال البنية الصرفية:

كان أبوالعلاء يستغل البنية الصرفية وضبطها (?) في إثراء المعني، ومثال ذلك:

ـ قال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:

أَن سَوفَ تُهدى إِلى أثآرِهِ بُهُمًا ... يُمسي الرَّدى مُسرِيًا فيها وَمُدَّلِجا [بحر البسيط]

((.. ((الأثآر)) جمع ثأر، والمعنى أن هذا المقتول قد علم أنك ستُهْدِي إلى القوم الذين قتلوه جيشا يطلب ثأره , ويجوز أن يكون ((تُهْدِي)) من الهدية، و ((تَهْدِي)) بفتح التاء، من هديتُ القوم إذا تقدمتهم)) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015