من الأمور التي اعتمدها أبوالعلاء عند شرحه لديوان أبي تمام الاتكاء على توظيف الصنعة الشعرية وخصائصها.
والصنعة أو الصناعة كمصطلح عام يقصد به ((كل علم مَارسه الرجل سواء كان استدلاليا أو غيره حتى صار كالحرفة له، وقيل: كل عمل لا يسمى صناعة حتى يتمكن فيه ويتدرب وينسب إليه)) (?)، وقد ((تفسر بملكة يقتدر بها على استعمال مصنوعات ما لنحو غرض من الأغراض صادرًا عن البصيرة بحسب
الإمكان)) (?).
والشعر أيضا ((صناعة وثقافة يعرفها أهل العلم، كسائر أصناف العلم)) (?).
والمراد بصنعة الشعر تحديدا ((معرفة الشاعر بالأصول والقواعد التي تجعل الشعر حسناً (...) وغاية هذه الصناعة تجويده وتحسينه، قال قدامة: إن للشعر صناعة وإن كان جاريًا على سبيل سائر الصناعات مقصودًا فيه وفيما يحاك ويؤلف منه إلى غاية التجويد)) (?).
وقد كان أبوالعلاء جِدَّ خبير بخصائص تلك الصنعة وما يميزها، ومدى اتفاقه أواختلافه معها. وقد أحصى البحث اثنين وعشرين موضعًا وظف فيها أبوالعلاء خصائص الصنعة الشعرية، وفيما يلي أهمها:
ـ قال أبوالعلاء عند قول أبي تمام: