((.. ((تَقَرّا)): يحتمل وجهين: أن يكون من تَقَرّى الشيء؛ إذا تتبعه، فهذا غير مهموز، والآخر أن يكون من تقرا القرآن؛ إذا طلب حفظه، وتشبه بالقراء، فهذا أصله الهمز، وحمله على هذا الوجه أليق)) (?).
ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:
وَلَرُبَّما استَبكَتهُ نَكبَةُ حادِثٍ ... نَكَأَت بِباطِنِ صَفحَتَيهِ نُدوبا [بحر الكامل]
((و [أشكته] (?) .. أحوجته إلى الشكية، وقد يكون في معنى أزالت شكيته، وهذه الكلمة تذكر في الأضداد، والبيت يحتمل المعنيين إذا لم يُشْفَع بالبيت الثاني، وحمله على إزالة الشكاية أحسن في حكم الشعر؛ لأن المراد أنه يصبر على النكبات؛ فيعقب صبره خيرا ونجحا، وهذا المعنى يتردد في شعر الطائي وغيره)) (?).
ـ وقال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:
ماذا عَسَيتَ وَمِن أَمامِكَ حَيَّةٌ ... تَقِصُ الأُسودَ وَمِن وَرائِكَ عيسى [بحر الكامل]
((.. وهذا البيت يدل على أن ((عيسى))، مراد به اسم هذا الرجل، وكونه في معنى المسيح معنى صحيح، وهوأبلغ في المدح)) (?).
...
كان أبوالعلاء يوظف خصائص البيئة اللغوية الفصيحة المستقرة في عصره في شرح الديوان، وكانت خصائص تلك البيئة المستقرة نسبيا والموجودة في عصره بمثابة المعيار الذي يلجأ إليه في شرح الديوان؛ بمعنى أن تلك الخصائص كانت ((المعيار))