وعند الأصوليين نجد الشافعي في رسالته عند حديثه عن الاجتهاد وأدلته ما يستفاد منه اهتمامه بالقرائن القرائن العقلية وإيضاحه أن الله ((نصب لنا من العلامات والدلائل ما يعين على معرفة ما خفي)) (?).
وللبلاغيين كلام طويل عن القرائن يؤكدون فيه أنه ((ليس للسامع أن يفهم المعنى المجازي ويعدل عن الحقيقة إلا إذا تبين له أن القائل قد نصب قرينة تصرف اللفظ عن أصله)) (?).
ومن النحويين الأفذاذ من وضع نظرية للقرائن وقام بتقسيمها إلى القرائن المادية، والقرائن العقلية، وقرائن التعليق، وقسم هذه الأخيرة إلى: مقالية (معنوية / لفظية)، وحالية (?).
ويمثل أبو العلاء النموذج الأدبي الذي اعتمد على القرائن في شرحه، فقد اعتمد على قرينة السياق؛ وقد كانت الوسيلة الأنجع لبيان ما غمَض من شعر أبي تمام؛ فقد استخدم هذه القرينة في ستة ومائتين موضعًا (206)، من مجموع ثلاثين وثمانمائة بيتا (830) شرحها أبوالعلاء (؛ أي: بنسبة 25 ? تقريبا).
ويمكن أن نُصَنِّفَ القرائن المستخدمة في تلك المواضع إلى نوعين من قرينة السياق:
1) مجموعة مواضع يمكن أن نضعها تحت عنوان: ((قرينة السياق اللغوي Linguistic Context)) ، أو ((قرينة السياق الداخلي للحدث اللغوي Verbal Context)) .