وقد علل ابن عصفور هذا القلب والإبدال بقوله: ((وإنَّما فعلتَ ذلك، لثقل الضَّمَّة والكسرة في الواو. وذلك أنَّ الضَّمَّة بمنزلة الواو، والكسرة بمنزلة الياء. فإذا كانت الواو مضمومة فكأنه قد اجتمع واوان. وإذا كانت مكسورة فكأنه قد اجتمع لك ياء وواو. فكما أنَّ اجتماع الواوين، والياء والواو، مستثقل فكذلك اجتماع الواو والضمَّة، والواو والكسرة.)) (?).
- قلب الهمزة المزيدة للتأنيث ياء بين بين (?):
قبل أن نذكر نص أبي العلاء الذي يدل على العنوان السابق نمهد بقولنا: إن الصرفيين عند دراستهم لمواضع قلب الهمزة ياء يقولون: إبدال الواو والياء من الهمزة يتحقق في ناحيتين: ((الناحية الأولى: الجمع الذي على وزن: مفاعل وما شابهه، بشرط أن تكون الهمزة عارضة بعد ألف تكسيره، وأن تكون لام مفرده إما همزة أصلية، وإما حرف علة أصليا؛ واوا أو ياء)) (?). و ((الناحية الثانية اجتماع همزتين في كلمة واحدة)) (?).
ونص أبي العلاء الذي معنا يفهم منه وجود موضع آخر تقلب فيه الهمزة ياء، وقبل ذكر الموضع نقدم نص كلام أبي العلاء أولا، قال أبوالعلاء عند قول أبي تمام:
أَنتَ الَّذي لا تُعذَلُ الدُنيا إِذا ... النائِباتُ صَفَحنَ عَن حَوبائِهِ