وجدناها ثلاثية الأصول (ولوأن ذلك تم في طور متأخر)، ووجدنا أن العناية فيها تنصب على الحروف الساكنة، وهي التي تراعى في كتابة هذه اللغات جميعا دون الحروف اللينة أوحروف المد (وهي ألف، وواو، وياء)، أوأن العناية بالأولى أشد من العناية بالثانية على الأقل، وهذا عينه ما يحدث في الاشتقاق من الكلمات المعربة، أي حذف الحروف اللينة والإبقاء ما أمكن على ما عداها)) (?).

وإذا كان مجمع اللغة أقر هذا الاشتقاق إلا أنه لا ينبغي أن يجترئ ((على هذا الصوغ والتكثر منه إلا الأديب الطلعة الذي يسبق عصره في ارتياد المجاهيل لاستخراج صيغ غير مستعملة يجيد وضعها في الموضع المناسب من شعره أو نثره، فتجري على الألسن وتستحسنها الطباع)) (?).

ـ بعض معان لصيغ صرفية ذكرها أبوالعلاء:

أثناء شرح أبي العلاء للديوان ذكر عرضا بعض معان لصيغ صرفية، نلخصها فيما يلي:

(1) تَفَاعَلَ: من معاني هذا الوزن التي ذكرها: ((إظهار الإنسان شيئا ليس من خلقه ولا غريزته)). قال: ((التفاعل يقع من الإنسان إذا أظهر شيئا ليس من خلقه ولا غريزته. يقال: ((تَكَارَمَ)) الإنسان؛ إذا فعل فعلا يوهم أنه كريم. وكذلك قوله:

((تَطَاوَلَ)) أي: أظهر أنه من أهل الطَّوْل؛ أي: الفضل)) (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015