ـ قال عند قول أبي تمام:
أَإِلى بَني عَبدِ الكَريمِ تَشاوَسَت ... عَيناكَ وَيلَكَ خِلفَ مَن تَتَفَوَّقُ [بحر الكامل]
((استعار ((الخِلْف)) و ((والتفوق)) في هذا الموضع، يقول: هؤلاء رؤساء جِلة؛ فقد أخطأت في تعرضك لهم، كما تقول للرجل إذا سمعته يطعن في قوم: إِثْلَةَ من تَنْحِت، وورقَ أيِّ غُصْنٍ تَحُتُّ. ومن روى ((خَلْف)) بفتح الخاء، فهوبعيد من مذهب الطائي، وله مذهب في القياس)) (?).
ـ قال عند قول أبي تمام:
فَزِعوا إِلى الحَلَقِ المُضاعَفِ وَارتَدوا ... فيها حَديدًا في الشُّؤونِ حَديدا [بحر الكامل]
((هومثل قوله: ((لظننتُ عودك عودا)))) (?).
...
خروجات أبي تمام الأسلوبية بين القياس والسماع:
نناقش هنا موقف التبريزي من ((الانحرافات الأسلوبية)). وقد سبق أن ناقشنا جزئيةً مماثلة عند أبي العلاء.
وبداية نقول: إن التبريزي يعطي لأبي تمام الحق في ((التصرف في اللغة)) مثله في ذلك مثل بقية الشعراء، وهو بذلك يوافق أستاذه أبا العلاء:
فَما أَبقَيتَ لِلسَّيفِ اليَماني ... شَجًا فيهِم وَلا الرُّمحِ الرُّدَيني [بحر الوافر]
((خفف ياء ((الرديني)) للضرورة، وذلك في القافية كثير. وهم (أي الشعراء) يحذفون الأصول في الفواصل، فما بال الفروع؟)) (?).
وهويقبل منه ((انحرافه اللغوي)) طالما أن للكلام ((مَسَاغًا)):