قتل عمرو بن هند قالت أمه: بأبي أنت وأمي: أنت والله خير
الثلاثة اليوم. وفي ذلك اليوم يقول أفنون التغلبي واسمه صُريم بن معشر. قال: وكان يُشبّبُ بنساء
قومه. فقالت امرأة منهم: لأسمّين نفسي وابنتي اسماً لا يُشبب به صريم. قال: فسمّت بنتاً لها
مضنونة. فقال صريم عند ذلك، ليريها أن ذلك لا ينفعها:
مَنّيِتنا الوُدّ يا مَضنونَ مَضنونا ... زَمانَنا إنّ للشُبّانِ أفنونا
قال فسمى أفنونا بهذا البيت:
لَعَمْرُكَ ما عَمرُو بنُ هِندٍ وقدْ دَعا ... لِتَخْدُمَ ليلى أمّهُ بِمُوفّقِ
فقامَ ابنُ كلثومٍ إلى السيفِ مُصلتاً ... وأمسَكَ مِنْ نَدمانِهِ بالمُخَنّقِ
قال الأصمعي: وأما قوله وأوقدوا نارين قد علتا على النيران. قال: وذلك أنهم كانوا في يوم خزارى،
أسروا خمسين رجلا من بني آكل المُرار، وكان يوم خزازى للمنذر بن ماء السماء. قال: ولبني تغلب
وقضاعة على آكل المُرار من كندة، وعلى بكر بن وائل. ففي ذلك يقول عمرو بن كلثوم:
ونحنُ غَداةَ أوقدَ في خَزازَى ... رَفَدْنا فوقَ رَفدِ الرّافِدينا
وكُنا الأيمَنينَ إذا التَقَينا ... وكانَ الأيسرَينَ بنو أبينا
فآبوا بالنّهابِ وبالسّبايا ... وأبنا بالملوكِ مُصَفّدينا