إذا ما كانَ فَحلُكَ فَحلَ سَوء ... عَدَلْتَ الفَحْلَ أو لَؤمَ الفَصيلُ

عدلت أي عدلته عن الإبل، فلا يضرب فيها للؤمه، كما قال أبو النجم: وانعدل الفحل وإنْ لم يُعدل.

وذلك إذا جفر من الضراب.

فأجابه جرير فقال:

طَرقَتْ لَميسُ ولَيتَها لم تَطرُقِ ... حتى تَفُكّ حِبالَ عانٍ مُوثَقِ

ويروى ضبيس. قوله عان، هو الأسير. من قوله عنوت أعنو أي خضعت أخضع.

حَيّيْتُ دارَك بالسّلام تحيّةً ... يومَ السلي فما لها لم تَنطِق

وأستنكرَ الفتياتُ شَيبَ المَفْرِقِ ... مِنْ بَعد طولِ صَبابَة وتَشَوقِ

قَدْ كنتُ أتبَعُ حَبلَ قائدةَ الصّبا ... إذْ للشّبابِ بَشاشَةٌ لم تخلَقِ

أقُفَير قد عَلمَ الزبير ورَهطُهُ ... أنْ ليسَ حبلُ مجاشِع بالأوْثَقِ

ذُكرَ البَلاء فلمْ يكن لمُجاشعِ ... حملُ اللواء ولا حمُاةُ المَصدَقِ

نحنُ الحُماةُ بكُلّ ثعرِ يُتّقَى ... وبنا يُفَرّجُ كُلُ بابٍ مُغْلَقِ

وبِنا يُدافَعُ كلُ أمرِ عَظيمَة ... ليستْ كَنَزوكَ في ثيابِ الكُرّقِ

ويروى كل يوم عظيمة. والكرق يريد الكرّج الذي يلعب به المخنثون في حكاياتهم. يعني لبس

الفرزدق ثياباً رقاقاً يوم المربد، وأقبل جرير ذلك اليوم على فرس مُتسحاً. يعني جرير قول نفسه:

لبست سلاحي والفرزدق لعبة. وقد مر حديثه فيما أمليناه من الكتاب.

قَدْ أنكرَتْ شَبَهَ الفرزدقِ مالِكٌ ... ونَزَلْتَ مَنْزِلَةَ الذّليلِ المُلْصَقِ

حَوْضُ الحِمارِ أبو الفرزدقِ فاعلموا ... عقدَ الأخادِع وانشِناجَ المِرفَقِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015