معه، فإن وجهتني إلى البصرة رجوت أن أغلب عليها. فوجهه عبد الملك. قال: فأقبل خالد إلى البصرة،
فنزل على عمرو بن أصمع، ثم تحول عنه فنزل على مالك بن مسمع بن شيبان بن شهاب بن عبّاد بن قلع بن جحدر - ولشيبان بن شهاب يقول الأعشى:
مَنْ مُبْلِغُ شَيبانَ أنّ ... المْ نَكُنْ أهلَ الحَقارَةْ
يدعو إلى عبد الملك بن مروان، وتميم تقاتل عن ابن الزبير، وتدعو إليه ما خلا عبد العزيز بن
بشر، جَدّ نُميلة بن مُرة، وأبا حاضر الأسيدي صبرة بن شريس، قال فاجتمعت ربيعة مع مالك بن
مسمع، والأزد مع خالد بن مالك، قال: فاجتمعوا على جُفرة خالد، فسار إليهم عبّاد بن الحُصين ومن
معه من تميم، فاقتتلوا في جفرة خالد.
قال أبو عثمان: وسمعت أبا الحسن المدائني يقول: اقتتلوا في جُفرة خالد أربعة وعشرين يوماً، قال
ففُقئت عين مالك في بعض الأيام، يقال فقأها عبد بن حُصين، وقال بعضهم: بل فقأهل بعض
الأساورة، وهم الرماة الذين لا يكاد يسقط لهم سهم. فقال في ذلك عرهم بن قيس أحد بني العدوية:
تَقاضَوْكَ عَيناً مَضّةً فقَضَيْتَها ... وفي عَيْنِكَ الأخرى عليكَ خُصومُ
قوله عيناً مضّة يريد شدة الوجع، يقال قد مضّه الجرح إذا أوجعه، وقال أبو عبد الله: أنشدنا محمد
بن يزيد:
تَعَلّمْ أبا غَسّان أنّكَ إنْ تَعُدْ ... تَعُدْ لكَ بالبِيضِ الرّقاقِ تمَيمُ
أجَهْلا إذا ما الأمرُ غَشّاكَ ثَوْبَهُ ... وحِلْماً إذا ما كَدّحَتْكَ كُلومُ
قوله كدّحتك، يريد أثّرت فيك، ومنه يقال لرجل مكدّح، وذلك إذا جرّب الأمور وعرفها، وكلوم
جراح.