وقال جرير في ذلك:
قد رَدَّ في الغِلِّ بسطاما فوارِسُنا ... واستودَعُوا نعمةً في رهطِ حَجَّار
يعني حجار بن أبجر بن جابر العجلي. وقال جرير أيضاً:
رَجعنَ بهانئٍ وأصبنَ بِشراً ... وبسطاما تَعضُّ به القيودُ
يعني هانئ بن قبيصة الشيباني. وقال جرير أيضاً:
بطخفةَ جالدَنْا الملوك وخيلُنا ... عشيَّةَ بسطامٍ جرينَ على نَحْبِ
قال: والنحب النذر، كأنه شيء يطلبه مثل النذر عليهم. وقال داءود ابن متمم بن نويرة في ذلك:
ومن كان حتفُ ابنَي هجيمة سيفهُ ... وأنزلَ بسطاما غداةَ يساوره
قال: ثم إن بسطاما فادى نفسه، فزعم أبو عمرو بن العلاء أنه فدى نفسه بأربعمائة بعير، وثلاثين
فرساً، فلم يكن عربي عكاظي أغلى فداء منه - لا أدري. أما حاجب بن زرارة فإنه أغلى فداء منه -
على أن يجز ناصية بسطام، ويعاهده أن لا يغزو بني شهاب. قال: فبينا هو كذلك، ولم يقدم الفداء
بعد، وعتيبة في بني جعفر، إذ مرت به أمة لعامر ابن الطفيل بضبة مكون قد حشى بطنها دقيقا، ثم
مُلَّ في النار، ثم