مجاشع ونهشل أخوان. والفرزدق مجاشعي، فقال: أما مجاشع فلا فخر لك فيهم، فانظر لعلك تجد
فخراً في نهشل، يهزأ به.
وامدَحْ سَراةَ بني فُقيمٍ إنّهُمْ ... قَتلو أباكَ وثأرُهُ لم يُقتَلِ
قال أبو عبيدة: كانت اللهابة خبراء بالشاجنة، وحولها مياه بني مالك بن حنظلة القرعاء، ولصاف،
والرمادة، وطويلع، فاختفتها بنو كعب بن العنبر - أي أظهرتها - فوقع بين بني فقيم وبين بني كعب
شر، حتى ارتفعوا فيها إلى مروان ابن الحكم وهو يومئذ عامل معاوية على المدينة، فاختلفوا فيها
وجعل رجل من بني كعب يرتجز ويقول:
إنَّ لُهاباً وارِدُ اللَّهَابَهْ ... ووارِدُ الجَمَّةِ والحَطَّابَهْ
ثم إلى طُوَيْلِعٍ مَآبَهْ
فقال مروان: من يبتدئ بأن يدع المنهل؟ فقالت بنو فقيم: نحن. فابتدءوا وتركوا الماء لبني كعب،
فلما مرّوا بأضاخ راجعين، نشروا براماً وطُرفا، فعدلوها، فقدموا بها على أهلهم، فقال الفرزدق:
آبَ الوَفْدُ وفْدُ بني فُقَيْمٍ ... بأخبثِ ما يؤوبُ به الوفودُ
فَآبُو بالبِرامِ معدَّليها ... وفازَ الجُدُّ بالجُدِّ السَّعيدُ
وزاحمتِ الخُصُومُ بني فُقَيْمٍ ... بلا جَدٍّ إذا زَحَمَ الجدودُ
- ويروى وزاحمت الخصوم بنو فقيم، ويروى إذا ازدحم الجدود