ولمّا دَعوتُ العنبريَّ ببلدَةٍ ... إلى غير ماءلا قريبٍ ولا أهلِ
ضَلِلَتَ ضَلالَ السامريِّ وقومِهِ ... دَعاهُم فظَلُّوا عاكفينَ على عِجلِ
فلمّا رأى أنّ الصحارِيَ دُونَهُ ... ومُعتَلَجَ الأنقاءِ مِنْ ثَبَجِ الرملِ
ثبج كل شيء وسطه والأنقاء جمع نقاً والنقا والرمل، ومعتلجه حيث لقي بعضه بعضا.
بَلعتَ نَسيءَ العَنبريِّ كأنما ... تَرى بِنَسيءِ العنبريِّ جَنى النحلِ
النسيء اللبن يُمذق بالماء، وإنما عنى هاهنا بوله، يقول: شربت بوله، وذاك الأصل.
فأورَدَكَ الأعداءَ والماءُ نازِحٌ ... دليلُ امرِئ أعطى المَقادَةَ بالدَّحلِ
روى أبو عقيل ألقى المقرة بالدحل، ويروى: علال امرئ ألقى المقرة بالدحل. وواحد الأعداء عِد
وهو الماء القديم.
ألمْ تَرَ أني لا تُبِلُّ رَميّتي ... فمن أرْمِ لا تُخطِئ مَقاتِلَهُ نَبلي
يقال بَلّ وأبَلّ واستبلّ، لا يُبل لا يبرأ صاحبها.
قال أبو عبيدة: فلما واقف جرير الفرزدق بالمربد طُلبا، فهرب الفرزدق وأُخذ جرير فحبس، وأُخذت
نوار بنت أعين امرأة الفرزدق، فحُبست مع جرير، فزاد في هذه القصيدة جرير:
فباتتْ نَوارُ القَينِ رِخواً حِقابُها ... تُنازِعُ ساقي ساقَها حَلقَ الحِجلِ
تُقَبِّحُ ريحَ القَين لمّا تَناولت ... مَقَذَّ هِجانٍ إذ تُساوِفُهُ فَحلِ
يريد مقذ هجان فحل، والمقذ ما خلف الأذن، والهجان الأبيض،