عَضَارِيطُ يَشْوُونَ الفَرَاسِنَ بِالضُّحَى ... إذَا مَا السَّرَايَا حَثَّ رَكْضاً مُغيرُهَا
العضاريطُ جمع عُضرُوطٍ وهم الأتباعُ واحدهم عُضرُوط. والفراسنُ أخفاف الإبل واحدها فِرسِن.
يقول: فذاك حظُّهم من الجزور - وهو شرُّ ما في الجَزُور - يريد أنهم لا يَيسِرون مع الناس، ولا
يأكلون إلا شرَّ ما في الجزور، وقولُه إذا ما السرايا حثَّ ركضاً مُغيرُها، يقول: إذا ركب الناسُ لغارةٍ
أو فزعٍ لم يركبوا معهم، يقول: ليسوا بأصحابِ حربٍ ولا خيلٍ يُعَيِّرُهم بذلك.
فَمَا في سَليط فارِسٌ ذُو حَفيظَة ... وَمَعْقلُهَا يَومض الهِيَاجِ جُعُورُهَا
يقول: إذا تَهايَج الناس أحدثُوا هُم فَزعاً وجُبناً، فلم يَستعِن بهم أحدٌ، فذلك نجواهم يوم الهياج ونجواهم
به. ومن أمثالهم قولهم "اتَّقى بِسلحِه سَمُرةُ" وأصلُ ذلك أن رجلاً أراد ضرب غلام له يقال له سَمُرة،
فَسلح الغلامُ فَخلاَّه، فذهبت مَثلاً. وذو حفيظةٍ: ذو غضب. ومَعقِلها: ملجأ قومها.
أَضِجُّوا الَّروَايا بالمَزَادَ فَإنَّكُمْ ... ستَكْفَونَ كَرَّ الخَيْلِ تَدْمَى نُحُورُها
يقول: اخدموا أنتم واستقوا فإن الحربَ يكفيكُمُوها غيرُكم. وقوله أَضِجُّوا، يقول: إنما أنتم رِعاءٌ.
الرَّوايا: الإبل التي يُحمل عليها الماء، وهي التي يُستقَى عليها، وكلُّ ما استقُي عليه من بعيرٍ أو غيره فهو