(إِطْفِيْرٌ العَزِيْزُ أَو قِطْفِيْرُ) العزيز {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ} ... [يوسف: 21] من هو هذا القائل؟ العزيز ما اسمه هذا لقب أو مبهم ما اسمه؟ قيل: (إِطْفِيْرٌ). بكسر همزة القطع (إِطْفِيْرٌ)، (أَو قِطْفِيْرُ) اختلفوا فيه على قولين وسواء كان هذا أو ذاك لا يهمنا العلم به، (إِطْفِيْرٌ العَزِيْزُ، أَو قِطْفِيْرُ) إطفير هو اسم العزيز عزيز مصر (أَو قِطْفِيْرُ) بدل الهمزة قولان، ... (ومُبْهَمٌ وُرُودُهُ كَثِيْرُ) وارد في القرآن كثير ولكن إن تتبع السلف هذه المبهمات فيحسن لا خلاف أن اتتبعه طالب العلم وإن لم يشتغلوا بها فحينئذٍ لا نشتغل بها، (ومُبْهَمٌ) يعني في القرآن. وروده كثير. قال في (الإتقان): إن مرجعه النقل المحض لا مجال للرأي فيه. هذا هو الأصل وإذا كان مرجعه النقل نقيد النقل النَّقل الصحيح ولماذا نطلق النقل ثم نأتي كل من هب ودب في كتب التأليف فنقول: إن كان مرجعه النقل المحض حينئذٍ ينبغي أن نقيده بماذا؟ بالنقل الصحيح. لا مجال للرأي فيه وفيه تصنيف مستقل للسهيلي والبدر بن جماعة هو ذكره في ((التحبير)) مستوفاه كما قال الناظم هنا: (وكادَ أَنْ يَسْتَوعِبَ التَّحْبِيْرُ) يعني: كاد أن يستوعب كل المبهمات في القرآن ... ((التحبير في علوم التفسير)) للسيوطي نفسه، هذا كتاب جيد يعني لو يعتني به طالب العلم زبدة ((الإتقان)) موجودة في ((التحبير)) كتاب قصير ليس بطويل.

(جَمِيعَهَا فَاقْصِدْهُ يَا نِحْرِيْرُ) جميعها (وكادَ أَنْ يَسْتَوعِبَ التَّحْبِيْرُ جَمِيعَهَا) جميعها هذا منصوب بيستوعب مفعول به (جَمِيعَهَا) أي جميع المبهمات ... (فَاقْصِدْهُ) فاقصد ماذا؟ ((التحبير)) يعني اقصده اعتني به (يَا نِحْرِيْرُ) النحرير بوزن مسكين وهو العالم المتقن هذا من باب التفاؤل يعني: وصف الطالب بما سيؤول إليه وهو مجاز لأنه الآن ليس بنحرير ليس بعالم متقن وإنما مآله أن يكون عالمًا متقنًا فهو مجاز.

فَهاكَها مِنِّي لَدى قُصُورِيْ ... ولا تَكُنْ بِحَاسِدٍ مَغْرُورِ

إِلاَّ إِذا بِخَلَلٍ ظَفِرْتَا ... فَأَصْلِحِ الفَاسِدَ إِنْ قَدَرْتَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015