من ذُكر اسمه في القرآن أولى وأفضل ممن لم يذكر أليس كذلك؟ لا شك من تكلم الله تعالى باسمه أفضل لكن الفضيلة لا تستلزم أن يكون أفضل من حيث الجملة فيقال مثلاً: زيد بن حارثة من حيث هذه المزية من حيث هذه الفضيلة أفضل من غيره من الصحابة، لكن لا يستلزم تفضيله في شيء ما أنه أفضل بالجملة، وإلا جاء نص في عمر رضي الله تعالى عنه «أنه ما رآه الشيطان سالكًا في فج إلا سك فجًا آخر». هذه لم تذكر في شأن أبي بكر، ودخل أبو بكر والنبي - صلى الله عليه وسلم - كاشف عن فخذيه ودخل عمر ثم دخل عثمان فماذا؟ فستر النبي فقال: «ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة». إذًا ثبتت مزية لعثمان لم تثبت لأبي بكر ولا عمر، نقول: الضابط في هذه أن إثبات المزية لصاحبيٍ، الصحابة من حيث هذه المزية هذا الشخص وهذا الصحابي أفضل، وهذا لا يستلزم تفضيله بالكلية فنقول: أبو بكر مطلقًا أفضل الصحابة وبإجماع أهل العلم، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي. كترتيبهم في الخلافة لا فرق في الفضل ولا في الخلافة، لكن إثبات مزية لبعض الصحابة لم تثبت لمن هو أعلى لا يستلزم منه أن يكون أفضل بالجملة وإنما في هذه الخصيصة.

(مِنْ غَيْرِ زَيْدٍ) ابن حارثة (مِنْ صِحَابٍ) يعني من أسماء صحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - (عَزَّا) يعني: قل بل عدم. (ثُمَّ الكُنَى) شرع في بيان الكنى وهو النوع الثاني (فِيهِ) يعني: في القرآن. (كَعَبْدِ العُزَّى كَنَّى أَبَا لَهْبٍ) أبو لهب {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} [المسد: 1] فقط لا يوجد كنية أخرى لم يذكر باسمه لماذا؟ لأنه حرام شرعًا عبد العزى عُبِّدَ لغير الرب جل وعلا إذًا حرام وقيل: للإشارة مع هذا يعني: زيادة على هذا – النكات لا تتراحم مع هذا - إشارة إلى أنه جهنمي (لهب).

(الأَلْقَابُ قَدْ جَاءَ ذُو القَرْنَيْنِ يا أَوَّابُ) شرع في بيان الألقاب (قَدْ جَاءَ) فيه في القرآن حذف الجار والمجرور (ذُو القَرْنَيْنِ) قيل لأنه سُمِّي ذو القرنين لأن ملك فارس والروم وهما قرنان أعظم أمتين، وقيل: لأنه دخل الظلمة والنور. وقيل: لأنه كان برأسه شبه القرنين. وقيل: كان له ذؤابتان. وقيل: لأنه رأى في النوم بأنه أخذ بقرني الشمس. والله أعلم.

(يا أَوَّابُ) هذا من باب التكملة يا كثير التوبة والرجوع إلى الله تعالى.

(واسْمُهُ إِسْكَنْدَرُ) هذا لقبه ذو القرنين وسبب تلقيبه ما ذكر من بعض الأقوال (واسْمُهُ إِسْكَنْدَرُ) على الأشهر والله أعلم.

(المَسِيْحُ عِيْسَى) عيسى ابن مريم، لقبه المسيح وجاء اسمه المسيح عيسى ابن مريم هنا ذكر أنه لقب المسِيح بتخفيف السين وقد تشدد المسِّيح بتشديد السين لقب عيسى عليه السلام ابن مريم (وذَا) اللقب (مِنْ أَجْلِ مَا يَسِيْحُ) يعني: لم لقب عيسى ابن مريم بالمسيح؟ (مِنْ أَجْلِ مَا يَسِيْحُ) يعني: سياحته في الأرض من أجل سياحته في الأرض أو لأنه لا يمسح ذا عاهةٍ إلا بريء أو لأنه كان مسيح القدمين أي: لا أخمص فيه. يعني: مستوي القدم من أسفل هذه يقال أنه مسيح، يقال: للدجال أيضًا مسيح لكنه مسيح الضلالة وهذا مسيح الهداية، ومسيح الضلالة قيل: لأنه يمسح الأرض في الزمن القليل لإضلال الناس أو لأنه ممسوح العينين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015