(وخَصَّتِ البَاقِيَةُ) من الآيتين وهي آية {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238] وآية العاملين عليها (وخَصَّتِ البَاقِيَةُ) من الآيتين (النَّهْيَ عَنِ حِلِّ الصَّلاةِ) هذا راجع إلى الآية {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى} هذا راجع إليها {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ} هذا يشمل ماذا؟ المكتوبة، والمراد بها المكتوبة مطلقًا يعني: سواء كانت في وقت النهي أو لا، أحاديث وردت بالنهي عن الصلاة ما بين الصبح إلى طلوع الشمس، ووقت الدلوك، وما بعد صلاة العصر إلى الغروب نصوص كثيرة متواترة في هذا، هذه الأحاديث عامة نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، هذا يشمل ماذا؟ هذا عام أو لا؟ يشمل المكتوبة أو لا؟ فلو كانت منسية تذكر بعد صلاة العصر يصلي أو لا بعموم هذا الحديث لا يصلي، لكن بقوله: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ} يشمل المكتوبة مطلقًا في أي وقت كان فحينئذٍ نجعل هذه الآية مخصصة لقوله عليه الصلاة والسلام بالنهي أو الأحاديث الواردة في النهي عن الصلاة في الأوقات المعلومة مطلقًا لأن النهي عام يشمل الصلاة المكتوبة وغيرها لكنه مخصوص بهذه الآية (وخَصَّتِ البَاقِيَةُ) من الآيتين (النَّهْيَ) هذا مفعول به (عَنِ حِلِّ الصَّلاةِ) هذا راجع للآية ... {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ} (والزَّكاةِ لِلْغَنِيْ) هذا راجع لآية العاملين قال: {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} [التوبة: 60]. جاء حديث «لا تحل الصدقة لغني». هذا يشمل ماذا؟ سواء كان عاملاً عليها أو لا وقوله: {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا}. خاص أو عام؟
خاص نحن نقول: الخاص في القرآن {وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا} هذا خاص من جهة ويشمل الغني والفقير من جهة أخرى، قوله: «لا تحل الصدقة لغني». سواء كان عاملاً أو لا وخصننا ماذا؟ اللفظة بكونه غير عامل يعني لفظ الحديث «لا تحل الصدقة لغني» إلا العاملين عليها فتحل مطلقًا سواء كانوا فقراء أو لا. إذًا قوله:
وخَصَّتِ البَاقِيَةُ النَّهْيَ عَنِ ... حِلِّ الصَّلاةِ، والزَّكاةِ لِلْغَنِيْ