قالوا: هنا الوقف التمام ثم يبدأ {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} لأنه قيل من قول الرب جل وعلا ... {وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً} ثم يقف {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} يبتدئ، إذًا لا ارتباط له لا من جهة اللفظ ولا من جهة المعنى واضح هذا، وقد يوجد بعدها كما ذكرناه في الآية السابقة {مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ} [الصافات: 137، 138] لو وقف {مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ} هذا مثلوا به بالتام وذكره ابن الجزري هنا التمام لأنه معطوف على المعنى أي: بالصبح وبالليل. لا يقف على رأس الآية {مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ} هنا وقف تام {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} [البقرة: 219، 220] هنا الوقف التام واضح {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} هذا وقف حسن {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} هذا وقف تام ولو لم يعقل لأن السنة هي التام وذاك حسن يعني: أقل. لذلك التام عندهم أعلى.

(مِنْ حُسْنٍ، اوْ تَمَامِ) (اوْ تَمَامِ أَوِ كْتِفَا) الهمزة ثبتت هنا الهمزة ثبتت وهي همزة قطع ولكن سكنت الأصل الواو ساكنة وحذفت بالكسر هنا للتخلص من التقاء الساكنين (أَوِ كْتِفَا) أي: الكافي. أو كافي هذا النوع الرابع من أنواع الوقف (أَوِ اكْتِفَا) وحده عندهم هو الذي يكون اللفظ في منقطعًا ويكون المعنى متصلاً، إذًا ثم ارتباط بين ما يبتدئ به أو وقف عليه وبين ما قبله من جهة المعنى لا من جهة اللفظ، يعني: لا يتعلق بالإعراب ما بعده لا يتعلق بما قبله في الإعراب وإنما يتعلق به في المعنى وهذا صعب عند أرباب البيان الوصل والفصل يعني: الذي يتعلق به في الإعراب واضح {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} طالب علم صغير يعرف أن في الدنيا هذا متعلق بـ: تتفكرون {مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ} يعرف أنه الصباح والمساء لكن إذا كان في اللفظ منقطع وفي المعنى متصل هنا تأتي الصعوبة لا بد أن يكون عالمًا بالمعنى بالمراد بالآية بالقصة بالسورة .. إلى آخره.

هو الذي يكون اللفظ فيه منقطعًا ويكون المعنى متصلاً فيُكتفا بالوقف عليه والابتداء بما بعده كالتام يكتفا بالوقف عليه ثم يُبتدئ بما بعده كالتام إذًا ما الفرق بين الكافي والتام إذا كان كل منهما يوقف عليه ويبتدئ بما بعده ما الفرق بينهما؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015