حدُّ الحسن عندهم هو الذي يحسُن الوقف عليه، ولا يحسُن الابتداء بما بعده لتعلقه به من جهة اللفظ، وبعضهم يقول: من جهة اللفظ والمعنى. قوله: الذي يحسن الوقوف أو الوقف عليه. أخرج ماذا؟ القبيح، القبيح لا يحسن الوقف عليه كما عرفناه بالحد الثاني ما لا يحسن الوقف عليه إذًا الوقف إما أن يحسن الوقف عليه أو لا إن لم فهو قبيح وإلا فهو إما حسن أو تام أو كاف. هنا قال: هو الذي يحسن الوقف عليه. فأخرج القبيح ولا يحسن الابتداء بما بعده هذا أخرج التام والكافي لأن التام والكافي يحسن الابتداء بما بعده، والقبيح لا يحسن الوقوف عليه أصلاً والحسن يحسن الوقوف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده لماذا؟ لتعلقه به من جهة اللفظ {الْحَمْدُ للهِ}، {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فيجوز ويحسن الوقف على قوله: {للهِ}. ثم إذا أراد أن يتم لا يقول: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}. يبتدأ وإنما يرجع لماذا؟ لتعلق رب بما قبله من جهة اللفظ لكونه صفة له والصفة لا تنفك عن موصوفها، والمراد بالقيد الثاني الذي لا يحسن الابتداء بما بعده وهذا لا بد من تقيده لماذا؟ لأن ما لا يحسن أو ما يحسن الوقف عليه قد يكون رأس آية {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} [البقرة: 219، 220] هذا مثل {رَبِّ الْعَالَمِينَ} مع لله أليس كذلك؟ فحينئذٍ هل نقول: لا يحسن الابتداء بما بعده إلا بأن نقول {لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ * فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} أم نستثني هذا للنص لحديث أم سلمة؟
نستثني هذا للنص، فحينئذٍ لا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه بما قبله من جهة اللفظ ما لم يكن رأس آية فإن كان رأس آية فحينئذٍ يحسن الابتداء به فلو بدأ بقوله: {فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ}. حينئذٍ نقول: هذا يحسن أو لا يحسن؟