"وقال: ائت زيد بن ثابت فاسأله فأتيت زيد بن ثابت فسألته فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم)) " يعني كما قالوا: "ولو رحمهم لكانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم، ولو كان لك مثل أحد ذهباً، أو مثل جبل أحد ذهباً تنفقه في سبيل الله ما قبله منك حتى تؤمن بالقدر كله" يعني نفس الكلام الموقوف الذي قاله أبي بحروفه، رواه زيد بن ثابت مرفوع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، واتفقوا عليه، فمنهم من رفعه، ومنهم من وقفه، والذي يغلب على الظن أنهم كلهم سمعوه من النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكن الصحابي قد ينشط فيرفع الخبر، وقد يفتي به بمقتضاه، ولو لم يضفه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- ولو لم يضفه، لو قال شخص: أنا صليت العشاء خلف إمام يصلي المغرب بناءً على أنني قد صليت المغرب سابقاً، فإذا أنا ما صليت، ووقت العشاء ما بعد دخل، هذا يحصل، بعض الناس يغفل يستطيل الوقت نعم، ثم إذا أقيمت الصلاة، أو ينسى أنه صلى المغرب ينسى، صلى المغرب وجلس في المسجد، ونسي أنه صلى المغرب ثم أقيم لصلاة العشاء فصلاها خلف الإمام لما قام الإمام إلى الرابعة جلس، يظن أنها المغرب، وهو مع طول الوقت ومكثه في المسجد نسي أنه صلى المغرب وظنها صلاة المغرب، ثم سأل قال: أنا والله صليت خلف الإمام وجلست على أنها المغرب فتبين أنها العشاء، فلما أراد أن يسلم أو سلم تذكرت أنهم مصلين المغرب ولا .. ، يقول له المفتي: إنما الأعمال بالنيات، هل يلزم أن يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما الأعمال بالنيات))؟ قد يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما الأعمال بالنيات)) لكن قد يقولها من غير تصريح بالرفع، ويظن بهؤلاء الصحابة أنهم سمعوا مثل هذا الكلام؛ لأنهم قالوه بحروفه، لكنهم ما نشطوا لرفعه، ولا يضيرهم هذا أنهم وقفوه ولا يقدح فيهم، ولا في كلامهم، وإنما رفعه زيد بن ثابت إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، فهو ثابت مرفوعاً وموقوفاً، والموقوف لا يعارض المرفوع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015