قال: "حدثنا أبو عثمان البخاري قال: حدثنا الهيثم قال: حدثنا إسماعيل عن حريز بن عثمان عن الحارث، أظنه عن مجاهد عن أبي الدرداء قال: "الإيمان يزداد وينتقص" فهذه الأقوال عن هؤلاء الثلاثة من الصحابة هي قول عامة الصحابة وسلف الأمة، وأن الإيمان يزيد وينقص، أما الزيادة فثبتت في القرآن في آيات ذكرها الإمام البخاري في باب عقده لهذه المسألة، وأن الإيمان يزيد، وذكر آيات ثمان أو تسع آيات كلها تدل على زيادة الإيمان، وفيها التنصيص على الزيادة، وأما النقص فكل ما قبل الزيادة يقبل النقص، وهذه أمور يشهد لها الواقع، ويحس بها كل إنسان في نفسه، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، يزداد بالطاعة وينقص بالمعصية، وهذا قول أهل السنة والجماعة، ومنهم من يرى أنه يزيد لثبوت ذلك في الآيات، وأما النقص فلا، لكن كل القاعدة عندهم أن كل ما قبل الزيادة قبل النقص، وهذان الخبران رقم (74، 75) هذه أيضاً من الزيادات، من زيادات أبي الحسن بن القطان، وليست من أصل السنن، نعم؟

طالب:. . . . . . . . .

حريز، مصحف جرير، حريز بن عثمان.

هذا سائل يقول من تركيا يقول: أنا أعمل حلاقاً، وليس لي دخل آخر غيره، وأريد الحج فهل يجوز لي الحج بمال الحلاقة أم لا؟ مع العلم أن الحلاقة مختلطة فيها حلاقة محرمة وجائزة والأغلب عليها المحرمة؟

أولاً: يقال لمثل هذا الحلاق: عليه أن يتقي الله -جل وعلا-، وأن لا يرتكب ما حرم الله عليه، فلا يساهم ويساعد في نشر المنكرات؛ لأن حلق اللحى منكر، فلا يساعد على هذا، القزع أيضاً محرم عند أهل العلم، فلا يصنع هذا، وماله الذي يكتسبه من هذا العمل المحرم سحت، وإذا حج به فالأثر المرتب على الحج والثواب المرتب عليه ليس له شيء.

إذا حججت بمال أصله سحت ... فلا حججت ولكن حجت العيرُ

وأما إذا حج وتوافرت الشروط والأركان وأتى بالحج على وجهه فإن حجه صحيح، بمعنى أنه مسقط للطلب، وهو آثم في كسبه، والأجر والثواب المرتب على هذا الحج ليس له منه شيء، إنما إذا حج فإنه لا يؤمر بالإعادة، وعليه أن يقلع فوراً عما حرم الله عليه، ومن تاب تاب الله عليه، والتوبة تهدم ما قبلها، والله أعلم.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015