لَهُمُ عَنْكَ بالبيِضْ الخِفَافِ تَفَرُّقُ ... وَحَوْلَكَ بالكُتْبِ اللَّطَافِ زِحَامُ
ثم قال، مؤكداً لما قدمه: لهم عنك بالسيوف تفرق في وقائعك، ولهم حولك بالكتب اللطيفة ازدحام في مجالسك. يشير إلى عجزهم عن مقاومته في الحرب، وازدحامهم عليه راغبين في السلم.
تَغُرُّ حَلاَوَاتُ النُّفُوسِ قُلوبَهَا ... فَتَخْتَار بَعْضَ الْعَيْشِ وَهْوَ حِمَامُ
ثم يقول: تغر القلوب حلاوة النفوس، والحرص على استدامة الحياة، فتختار من العيش ما هو الموت في حقيقته. يشير إلى أن إيثار العزيز للذل هو الموت إذا تؤمل، والحتف العاجل إذا تبين.
وَشَرُّ الحِمَامَيْنِ الزُّؤامَيْنِ عِيْشَةُ ... يَذِلُّ الّذي بَخْتَارُها وَيُضامُ
ثم قال: وشر الموتين المعجلين؛ يشير إلى ميتة الذل، وميتة الحتف، عيشة يذل متخيرها، ويستضام مؤثرها. يريد: أن عيشة الذل هي شر الميتتين، وأصعب
الحالتين.
وَلَوْ كَانَ صُلْحَاً لم يَكُنْ بِشَفَاعةٍ ... ولكِنَّهُ ذُلُّ لَهُمْ وَغَرَامُ
ثم يقول لسيف الدولة: فلو كان ما ابتغاه الروم منك على سبيل المصالحة، وما يتداعى إليه المتكافئون من المهادنة، لما تشفعوا إليك بفرسان طرسوس، الذين شفعتهم فيهم، وجعلت لهم المنة عليهم، ولكنه منهم