ثم قال: إذا الطعن لم يحملك عليه، ولا يدخلك فيه، شجاعة هي الطعن، وبها يكون البطش والفعل، لم يدخلك فيه عاذل يعذلك على الجبن، ويستقصرك في قبيح الفعل؛ لأن الخلق غالبة، والطبائع للإنسان لازمة.

فإنْ تَكُن الأَيَّامُ أَبْصَرْنَ صَوْلَهُ ... فَقَدْ عَلَّم الأَيَّامَ كَيْفَ تَصُولُ

الصولة: حملة الباطش.

فيقول: فإن تكن الأيام أبصرت بطش سيف الدولة وصوله، ووقائعه وفعله، فقد علمها من ذلك ما لم تعلمه، وكشف لها ما تعرفه، ونهج لها سبيل الصول والقدرة، ونبهها على حقائق الغلبة، مع أن هذه الأحوال إلى الأيام تنسب، وآثارها فيها تمثل.

فَدَتْكَ مُلوكُ لم تُسَمَّ مَواضِياً ... فإنَّكَ ماضي الشَّفْرَتيْنِ صَقيلُ

المواضي: السُّيوف.

ثم قال لسيف الدولة: فدتك ملوك تروم مشابهتك، ولم تسم سيوفاً مواضي، فتماثلك في اسمك، وتعادلك في قدرك، فإنك السيف اسماً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015